قالت الولايات المتحدة اليوم إن سفيرتها في القاهرة اتصلت بالمعارض محمد البرادعي، في أول إقرار بحوار من هذا النوع، وسط تكتم من الإدارة الأميركية على طبيعة مهمة دبلوماسي أميركي سابق يزور القاهرة الآن، حيث التقى الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن السفيرة مارغريت سكوبي تحدثت إلى البرادعي، "كجزء من انفتاحنا العلني تأييدا لنقل سلمي للسلطة في مصر".
وكان كراولي قال أمس فقط إنه لم يسمع بأي اتصالات حديثة بالبرادعي الذي عاد إلى مصر الأسبوع الماضي، واقترح نفسه لقيادة المرحلة الانتقالية، ويشارك الآن في احتجاجات ميدان التحرير، لكن محللين يقولون إنه يفتقر إلى التجذّر الشعبي بسبب غيابه الطويل عن البلد.
أوباما أبدى لمساعديه خشيته من أن يسبب أي تدخل أميركي صريح نتائج عكسية (الفرنسية)
مهمة فيسنر
ولم يتضح بعد موقف الإدارة الأميركية الرسمي من مطالب المعارضة برحيلٍ كامل لنظام حسني مبارك.
وأبدى الرئيس الأميركي باراك أوباما سابقا قلقا لمساعديه من أن تؤدي أي محاولة من بلاده لإقحام نفسها في الموقف إلى نتائج عكسية.
ووصل إلى مصر السفيرُ الأميركي السابق في القاهرة فرانك فيسنر والتقى مبارك اليوم -حسب وكالة رويترز- وبحث معه الأزمة السياسية الحالية في مصر، على أن يرفع لاحقا تقريرا إلى أوباما.
ورفضت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون سابقا التعليق صراحة على ما إذا كان فيسنر تحرك بمبادرة شخصية، أم بتكليف رسمي.
لكن كراولي قال إن فيسنر من الممكن أن "يشدد على ما سبق أن أبلغناه لحكومة الرئيس حسني مبارك".
وحسب المصدر نفسه فإن فيسنر "يملك الفرصة للإلمام بما يفكر المصريون فيه، وما هي أفكارهم فيما يتعلق بالعملية التي دعونا إليها بوضوح".
شأن مصري
وأصرّ البيت الأبيض على أن أوباما لا يدعو مبارك للتنحي، باعتبار أن ذلك من شأن الشعب المصري، واكتفى بمطالبته بإصلاحات سياسية واسعة تشمل حرية التجمع والتعبير والوصول إلى مصادر المعلومات ومنها الإنترنت، وعدم التوقف عند تعيين حكومة جديدة.
كما أن واشنطن حثت على تحول منتظم نحو الديمقراطية لتجنب فراغ سياسي، بالتزامن مع دعوتها لضبط النفس.
واشنطن ولندن اعتبرتا تشكيل حكومة جديدة غير كاف لحل أزمة مصر (الفرنسية)
ورأى مسؤولون أميركيون أن حكومة مصر بحاجة إلى طريق لإجراء انتخابات رئاسية موثوق بها في سبتمبر/أيلول القادم، في إطار "انتقال منظم"، ودعوا لإلغاء قانون الطوارئ ومفاوضةِ جماعات المعارضة.
في حكم المنتهي
لكن رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي جون كيري -الذي يُنظر إليه على أنه مقرب جدا من أوباما- دعا اليوم مبارك إلى التنحي لإفساح المجال لبنية سياسية جديدة.
وقدّر ريتشارد هاس رئيس مجلس العلاقات الخارجية -وهو مركز أبحاث في واشنطن- في لقاء مع الجزيرة، أن مبارك بات في حكم المنتهي بالنسبة للإدارة الأميركية، وحث الرئيس المصري –الذي قدم حسب قوله إسهامات كثيرة لبلاده- على تقديم إسهام أخير بالتنحي عن السلطة.
وحسب هاس فإن الجيش وحكومةً يقودها عمر سليمان نائبُ الرئيس يمكنهما تأمين الفترة الانتقالية.
وكان موقف لندن مشابها لموقف واشنطن، إذ قال وزير الخارجية وليام هيغ إن التعديل الحكومي ليس تحركا كافيا، وإن الأمر يحتاج إصلاحا حقيقيا وملموسا وانتخابات حرة ونزيهة.
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات