كتب محمد كامـل ٢٨/ ١/ ٢٠١١
البرادعي
توقع خبراء فى السياسة استمرار مظاهرات الغضب خلال الأيام المقبلة، فى ظل تجاهل الحكومة مطالب المواطنين، وقالوا إن ردود أفعال الحكومة لا تتناسب مع مستوى الغضب الشعبى، وإنه لن يستطيع أحد الوقوف أمام ما سموه «قطار التغيير».
ووصف الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مظاهرات يوم الغضب بـ«حدث ضخم» يكشف عن حالة تختلف عن السنوات الماضية، وقال إن «تلك الحالة قابلة للاستمرار، لأنها ليست لحظية، خاصة أن الشباب هم القادة الحقيقيون لهذا الحدث، بعد أن أصبحوا على درجة كبيرة من النضج»، مؤكدًا أن العملية الاحتجاجية ستستمر حتى يقدم النظام الحالى التنازلات المطلوبة، وأهمها عدم ترشح مبارك الأب أو الابن للانتخابات الرئاسية وتشكيل حكومية وطنية، يتوافق عليها الشعب.
وأكد «نافعة» لـ«المصرى اليوم»، أن لا أحد يستطيع وقف قطار التغيير أو يدعى أنه محركه، قائلا إنها ليست انتفاضة البرادعى أو كفاية أو ٦ أبريل أو غيرها من القوى السياسية، وإنما هى نتاج زرع سنوات طويلة أفرزت ما حدث هذه الأيام.
وقال «نافعة» إن عودة «البرادعى» لن تشكل أى فارق مع الأحداث، قائلا: «علينا أن نتجنب توجيه اللوم والعتاب، ومن يستطيع أن يساهم فى إنجاح حركة الشباب أهلا به، وعلى البرادعى أن يدرك أنها ليست انتفاضته وإنما انتفاضة مصر كلها، وأى محاولة لركوب هذه الموجة ستفشل، لأن الكل يدرك أن الرجل كان غائباً وتعالى على الجميع بأكثر مما ينبغى».
وأكدت الدكتور نورهان الشيخ، مديرة وحدة الشباب وإعداد القادة بجامعة القاهرة، أستاذ العلوم السياسية، إن السيناريو الأقرب فى ظل ردود أفعال الحكومة التى لا تتناسب مع مستوى الغضب الشعبى وتجاهلها مطالبهم، هو تصاعد الأحداث والغضب، مشيرة إلى إن الحكومة ترى أن المتظاهرين مجموعة من «العيال هتضربهم وتمشيهم وخلاص» - حسب قولها - وهو ما سيحدث انفلاتا شعبيا عاما.
وشددت «الشيخ» على أن مطالب المتظاهرين اجتماعية واقتصادية ولكن من أجل تحقيقها لابد أن تمر من خلال التغيير والإصلاح السياسى، لأن القائمين على الأمر الآن فشلوا فشلاً ذريعاً فى إشباع هذه المطالب أو الاستجابة لها، ولذلك لابد من إحداث تغيير سياسى جذرى، قد يمتد لتغيير النظام بأكمله.
وأكدت نورهان الشيخ أن عودة الدكتور محمد البرادعى، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق، لن تضيف شيئا جديدا، خاصة أن صورته تغيرت كثيرًا فى الشارع المصرى عما كانت عليه، بسبب غيابه المستمر عن البلد وتصريحاته الكثيرة دون تقديم شىء، مشددة على أن البرادعى ليس رجل شارع أو مناضلاً، وبالتالى فهو لا يستطيع أن يقود الجماهير فى الشارع.
وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن النظام الحالى لا يتعلم من الماضى أو من تجارب الآخرين، وإنه على درجة كبيرة من الطفولة السياسية، مشيرا إلى أن وصف المتظاهرين بأنهم «قلة مندسة وتابعون للإخوان، وأعداد محدودة، والشباب الشارد، وأن أصابع خارجية تحركهم» دون الاعتراف بأنهم أصحاب مطالب مشروعة ستزيد من قوة وتصعيد الاحتجاجات ضد النظام.
وأكد «هاشم» لـ«المصرى اليوم»، أن «الحكومة تقابل الغضب الشعبى بودن من طين وأخرى من العجين، وبالتالى فهى إن تحركت ستقوم بإصلاحات محدودة للغاية وفى إطار اقتصادى واجتماعى فقط، وليس سياسيا»، محذرا فى الوقت نفسه من استخدام الشرطة للعنف والقوة المفرطة فى مواجهة المتظاهرين من أجل إرهابهم وهو ما قد يأتى بنتيجة عكسية.
المفضلات