كتب عبدالعال طلعت ٢٨/ ١/ ٢٠١١
«أنا خلاص يا أخويا.. بعد ١٧ سنة عمل فى السعودية هرجع لبلدنا فى سوهاج وأعيش معاكم ومع أولادى السبعة».. هذه كانت أخر مكالمة بين السيد محمد زيان ٤٣ سنة وشقيقه الأصغر، وبعدها بأيام جاءهم اتصال تليفونى من السعودية: «أخوكم فى خطر» وبعد ساعات.. شرطى سعودى يرد على اتصال شقيق السيد ويقول له: «أخوك اتقتل» وعثرنا على جثته فى الشارع.. الأسرة لا تعرف حتى الآن من الذى قتل عائلها، وكيف تراجعت سفارة مصر فى السعودية عن مطالبة أجهزة الأمن فى السعودية بالكشف عن مرتكب الجريمة أو أسبابها.. أبناء القتيل وأشقاؤه وزوجته يعيشون لحظات حزينة.. صورة الضحية لا تفارقهم وينتظرون القصاص.
التقت «المصرى اليوم» أسرة القتيل وروت التفاصيل كاملة، وقال شقيقه عبدالقوى: «حاولت الاتصال بشقيقى حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين ٤ أكتوبر الماضى ولم يرد على وبعد فترة من الوقت..
عاودت الاتصال إذ بصوت يأتينى من هاتف شقيقى اعتقدت أنه هو وتبين لى أنه رجل شرطة سعودى يخبرنى بأن شقيقه تم العثور عليه مقتولاً وملقى على طريق الصالحية».
أضاف الشقيق: «نزل الخبر على وعلى باقى أفراد الأسرة كالصاعقة».
عاد السيد محمد زيان، ابن قرية الخيام مركز دار السلام بعد رحلة عمل استمرت أكثر من ١٧ عاماً جثة هامدة داخل صندوق.. كان يزور أسرته وعائلته كل عامين، وفى المرة الأخيرة كان ينوى الاستقرار بجوار أبنائه السبعة وأفراد عائلته..
لكن الموت كان أقرب وطعنات مجهولين كانت أسرع لتكتب نهاية ١٧ سنة من الكفاح وراء لقمة العيش فى بلاد الغربة.
وكان خلال هذه الفترة يعود إلى بلدته لقضاء إجازة بها كل عام، وقال شقيقه الثانى محمود إن السيد أخبره بأنه سيأتى إلى مصر وتكفى السنوات الطويلة التى قضاها يعمل بالسعودية والتى قاربت على الـ١٨ عاماً وأنه سوف يستقر ببلده الخيام مركز دار السلام.
وحاول شقيقه معرفة أى شىء عن الواقعة ولكن محاولاته باءت جميعها بالفشل ليتصل بأقاربه من أجل معرفة ما حدث ولكن أيضا أقاربه الموجودين بالسعودية لا يعلمون شيئاً سوى أنه قتل وأنه يجب أن يسرعوا فى إنهاء إجراءات عودة الجثمان إلى بلدته بقرية الخيام مركز دار السلام.
ويضيف شقيق المجنى عليه أن شقيقه يبلغ من العمر ٤٣ سنة وهو أخ لثلاثة أشقاء، وأنه متزوج ولديه ٧ أبناء ٥ بنات وولدان، وكلهم صغار، وأنه يريد معرفة الأسباب التى جعلت الخارجية المصرية حتى الآن لم تتحرك لمعرفة من الجانى. وهل السلطات السعودية ألقت القبض على المتهمين كما قيل أم هناك شىء آخر غير معلوم.
وأضاف شقيقه أن الأسرة أرسلت أكثر من ١٥٠ فاكساً لوزارة الخارجية المصرية وللعديد من الجهات المعنية من أجل معرفة الحقيقة ومعرفة مرتكبى الواقعة وحتى الآن لم ترد علينا أى جهة أو مسؤول يطمئننا ويهدئ من روعنا على ما لاقاه شقيقهم على أيدى مجرمين.
اختتم كلامه بأن القتيل هو عائل هذه الأسرة وأن كل أملها أن تأخذ حق ابنها وهو معرفة الجانى أو الجناة ونيل العقاب والقصاص منهم وأنهم لا ولن يقبلوا الدية.
المفضلات