لتحافظ على سلامتك .... لا تغضب
إن من دلائل رحمة الله بعباده أنه يسقط عنهم كل عمل يتم قهرا حتى يكون الحساب عدلا.. فكل ما يُقهر
الانسان عليه ويفعله رغم إرادته لا يحاسب عليه يوم القيامة.. مصداقا لقول الحق سبحانه وتعالى:
{من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالايمان} .... النحل 106.
وهكذا فإن الذي يُكره على إعلان الكفر ـوقلبه مؤمن ـ لا يحاسب على ذلك.. ولقد جعل الله تبارك وتعالى..
منطقة الحساب ـ وهي ما يعتقد القلب ـ لا يمكن ان تخضع لأي إكراه.. فأنت تستطيع أن تُخضع الانسان..
ليفعل ما تريد رغما عنه.. ولكنك لا تستطيع أن تكره قلبه أبدا على أن يحبك وهو يكرهك، ولا أن تُخضع القلب
قهرا ليؤمن بما لا يريد أن يؤمن به.
الله سبحانه وتعالى يخبرنا أن الشيطان ليس له سلطان على الانسان.. والسلطان إما أن يكون سلطان القهر.. بحيث يجعل الانسان يعمل شيئا رغما عنه بالقوة، وإما سلطان الحجة .... بحيث يُقنع الانسان بأن
يفعل شيئا بإرادته.. والشيطان في كلتا الحالتين لا يملك سلطان القهر ولا سلطان الحجة.. ولكنه ـ كما قلنا ـ
ينفذ من جوانب الضعف في الانسان.. فيزين له ما تهواه نفسه حتى يقع في المعصية. والآية الكريمة تقول:
سورة ابراهيم الاية 22 ...{ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخيّ}.
مصرخكم.. مَا أَنَا بِمُغِيثِكُمْ ...أي أسرع لنجدته ليزيل أسباب صراخه.. وفي هذه الحالة لا بدّ أن يكون من
القوة بحيث يستطيع أن يزيل أسباب الصراخ.. فإذا هاجم لص شخصا وصرخ طالبا النجدة، فإنه لا يهب
لنجدته إلا إنسان قوي يستطيع أن يتغلب على المهاجم، ولكن إذا كان الذي سمع الصراخ شيخ ضعيف فإنه
لا يستطيع إن يصرخه، او يزيل سبب صراخه..
إن الشيطان يقول.. أنا لا أملك القوة لأزيل سبب صراخكم من العذاب الذي أنا ذاهب اليه معكم، ثم يتبرأ من
الذين كفروا بسبب إغوائه.. ويحاول أن يتنصل من المسؤولية فيقول كما يروي لنا القرآن الكريم:
سورة ابراهيم الاية 22 ... {إني كفرت بما أشركتمون}.
إذن فأول جنود الشيطان هو الغرور، بأن يصوّر للإنسان أنه يستطيع أن يحقق بذاته ما يشاء ويجعله يعبد
نفسه. أو يعبد عقله، أو يعبد الأسباب، أو يعتقد أنه أقدر من الله سبحانه وتعالى على التشريع، فيترك منهج
الله وقوانينه ويشرّع نفسه مما يسمونه القوانين الوضعية الى آخر ما نراه.
ويجب أن نعلم أن الشيطان له جنود ماديون.. هم شياطين الانس والجن، وأولئك هم الذين اتبعوه واتخذوا
منهجه.. يقاتلون من أجل الباطل.. ويحاربون الحق.. ويسخرون من المؤمنين، وهؤلاء يقول عنهم الله
سبحانه وتعالى:
{ استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله، أولئك حزب الشيطان، ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون}
المجادلة 19.
حزب الشيطان هؤلاء.. يحاولون نشر الالحاد.. ويقاومون كل دعوة للحق.. ويقفون امام رسالات السماء..
يصدون عنها الناس.. وتصل المسألة الى حدّ القتال.. مصداقا لقوله تبارك وتعالى:
{الذين آمنوا يقاتلون في سبيل الله والذين كفرا يقاتلون في سبيل الطاغوت} النساء 76.
* يشيع بين الناس أن إظهار الغضب عند تعرض الإنسان لموقف لا بد له من التعبير فيه عن غضبه أمر
صحى، وأفضل كثيرا من كبت هذا الغضب داخله، ولكن الدراسات الحديثة أثبتت عكس ذلك، حيث أعد د.
عثمان حمود الخضر أستاذ علم النفس بجامعة الكويت دراسة وضح فيها أن إظهار الغضب أو كبته يؤديان
إلى حدوث مخاطر عديدة على الصحة العامة للفرد.
وتناولت الدراسة انفعال الغضب وعلاقته بمتغيرات ذات أبعاد مؤثرة فى الصحة النفسية والبدنية للفرد
كالقلق والتفاؤل والألم واحترام الذات والخوف من الفشل،. وأفادت الدراسة أن ضبط الغضب يمثل موقفا
وسطا فى التعامل مع مشاعر الغضب بين الكبت والإظهار، كما يشير إلى قدرة الفرد على السيطرة على
غضبه وإلى حكمته فى اختيار الزمان والمكان والكيفية المناسبة التى تؤدى إلى توافق سليم مع الموقف
دون أن يؤدى ذلك إلى الإضرار بصحة الفرد النفسية والبدنية.
وأظهرت الدراسة أنه كلما ارتفعت قدرة الفرد على ضبط غضبه قلت المشكلات الصحية وزادت قدرته على
ضبط نفسه وارتفعت درجة تفاؤله واحترامه لذاته، والعكس فكلما انخفضت قدرته على ضبط غضبه زادت
مشكلاته الصحية ومعدل قلقه وتشاؤمه ومال إلى إلقاء اللوم على الآخرين وزادت حساسيته من الفشل
* وكان ابن سينا سابقا لعصره في كثير من ملاحظاته الطبية الدقيقة، فقد درس الاضطرابات العصبية
والعوامل النفسية والعقلية كالخوف والحزن والقلق والفرح وغيرها، وأشار إلى أن لها تأثيرا كبيرا في
أعضاء الجسم ووظائفها، كما استطاع معرفة بعض الحقائق النفسية والمرضية عن طريق التحليل النفسي،
وكان يلجأ في بعض الأحيان إلى الأساليب النفسية في معاجلة مرضاه
** أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم :
أوصني ، قال : ( لا تغضب ) . فردد مرارا ، قال : ( لا تغضب ) .
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
ومما هو جدير بالذكر أن العلماء كانوا يعتقدون في الماضي أن الغضب الصريح ليس له أضرار وأن الغضب
المكبوت فقط هو المسؤول عن كثير من الأمراض ولكن دراسة امريكية حديثة قدمت تفسيرا جديدا لتأثير
هذين النوعين من الغضب مؤداه أن الكبت أو التعبير الصريح للغضب يؤديان إلى الأضرار الصحية نفسها
وإن اختلفت حدتها ففي حالة الكبت قد يصل الأمر عند التكرار إلى الإصابة بارتفاع ضغط الدم وأحيانا إلى
الإصابة بالسرطان أما في حالة الغضب الصريح وتكراره فإنه يمكن أن يؤدى إلى الإضرار بشرايين القلب
واحتمال الإصابة بأزمات قلبية قاتلة لأن انفجار موجات الغضب قد يزيده اشتعالا ويصبح من الصعب التحكم
في الانفعال مهما كان ضئيلا فالحالة الجسمانية للفرد لا تنفصل عن حالته النفسية مما يجعله يسري بسرعة
إلى الأعضاء الحيوية في إفراز عصاراتها ووصول معدل إفراز إحدى هذه الغدد إلى حد سدّ الطريق أمام
جهاز المناعة في الجسم وإعاقة حركة الأجسام المضادة المنطلقة من هذا الجهاز عن الوصول إلى أهدافها
والأخطر من ذلك كله أن بعض الأسلحة الفعالة التي يستخدمها الجسم للدفاع عن نفسه والمنطلقة من غدة
حيوية تتعرض للضعف الشديد نتيجة لإصابة هذه الغدة بالتقلص عند حدوث أزمات نفسية خطيرة وذلك يفسر
احتمالات تحول الخلايا السليمة إلى سرطانية في غيبة النشاط الطبيعى لجهاز المناعة .
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوصانا بعدم الغضب ومن هنا تظهر الحكمة العلمية والعملية
في تكرار الرسول صلى الله عليه وسلم توصيته بعدم الغضب ، ولا شك أن نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم
قد عرف بنور الوحي خطورة هذه الانفعالات النفسية على مستقبل المجتمع الإنساني قبل أن يكتشف الطب
آثارها ، ودعا بحكمة إلى ضبط انفعالاتهم ـ قدر المستطاع ـ [ لا تغضب ] محاولاً أن يأخذ بأيديهم إلى جادة
الصواب ـ رحمة بهم ـ وحفاظاً على صحة أبدانهم من المرض والتلف ، لكنه ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان
يعلم في نفس الوقت طبيعة النفس البشرية ، ويعلم أن الإنسان لحظة غضبه قد لا يقوى على كتم غضبه ،
خاصة إن كان يغضب لله أو لعرض أوماله ، فإذا به يصف العلاج قبل أن يستفحل الغضب ، وقبل أن يقدم
الغاضب على فعل لا تحمد عقباه ... حيث قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف ..
عن سلمان بن سرد رضي الله عنه قال : استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم وأحدهما يسب صاحبه
مغضباً قد احمر وجهه . فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد لو قال : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم "
رواه البخاري ومسلم . " .
&& وجد أن كتمان الغضب أكبر مسبب للصداع و أن الغضب يمكن أن يكون أحد تلك الأشياء العديدة التى
تثير آلام الرأس
&& إذا تمالكت أعصابك في لحظة غضب واحدة، ستوفر على نفسك أياماً من الحزن والندم ...
&& وحين يغضب الانسان فانه يفتح فمه ويغلق عقله .
وأخيراً ... ثق بأن الصوت الهادئ اقوى من "الصراخ " ... وأن التهذيب يهزم الوقاحه ... وأن التواضع
يحطم الغرور ... وأن الاحترام يسبق الحب .
منقول من عدة مصادر
المفضلات