مع بداية فعاليات بطولة كأس آسيا 2011 لكرة القدم ، شغلت المنتخبات العربية نصف مقاعد البطولة التي تستضيفها قطر من السابع إلى 29 كانون ثان/يناير الحالي ولكن أيا من هذه المنتخبات لم ينجح في العبور إلى المربع الذهبي للبطولة.
وكان المنتخب العراقي ، حامل اللقب ، آخر المنتخبات العربية التي ودعت البطولة وذلك من خلال الهزيمة صفر/1 أمام أستراليا في الوقت الإضافي من مباراتهما في دور الثمانية للبطولة.
وخرج المنتخبان القطري ، صاحب الأرض ، والأردني من نفس الدور فى اليوم السابق بهزيمة الأول أمام اليابان 2/3 والثاني أمام أوزبكستان 1/2 بينما ودعت منتخبات البحرين والكويت والسعودية وسوريا والإمارات البطولة من الدور الأول (دور المجموعات).
وهذه هي المرة الأولى منذ عام 1972 التي يخلو فيها المربع الذهبي لبطولة كأس آسيا من المنتخبات العربية.
ومع خروج المنتخب الإيراني أيضا من دور الثمانية بالهزيمة أمام نظيره الكوري الجنوبي بهدف سجله المهاجم البديل يوون بيت جا رام في الوقت بدل الضائع من الشوط الإضافي الأول ، شهدت البطولة الحالية المرة الأولى التي يخلو فيها المربع الذهبي من منتخبات دول الشرق الأوسط منذ عام 1964 وبالتحديد منذ فوز المنتخب الأسيوي بلقب البطولة الثالثة في عام 1964 عندما كان المنتخب الإسرائيلي ضمن المنتخبات الأسيوية.
ويرى الفرنسي برونو ميتسو المدير الفني للمنتخب القطري أن أحد الأسباب وراء الأداء الهزيل لعدد من المنتخبات العربية في هذه البطولة هو مشاركة غالبيتها في بطولة كأس الخليج العشرين (خليجي 20) التي استضافتها اليمن قبل نحو شهر واحد من البطولة الأسيوية.
وقال ميتسو "من الصعب للغاية أن تخرج من بطولة كبيرة وتنتقل مباشرة للمشاركة في بطولة أخرى كبيرة. المسألة ليست بدنية فقط وإنما أيضا ذهنية".
وقال أفشين قطبي المدير الفني للمنتخب الإيراني إنه من المهم أن يلاحظ مسئولو كرة القدم في المنطقة هوية المنتخبات المتأهلة للمربع الذهبي.
وأوضح "ليست هناك أي منتخبات من غرب آسيا. يتعين علينا أن نوفر الكثير من التنمية الكروية في هذه المنطقة. نحتاج لإيجاد ترابط بين الشباب وكرة القدم الاحترافية. نحتاج إلى تطوير المدربين".
وقال قطبي /46 عاما/ ، الذي سيتولى في الفترة المقبلة تدريب فريق شيميزو الياباني ، إن دولا مثل اليابان وكوريا الجنوبية تمثل نموذجا يتعين أن يحتذى من جانب الآخرين .
وأضاف "لقد صنعا نماذجا جيدة. نحتاج لمتابعة هذه النماذج وغيرها عبر القارة الأسيوية وأن نجري استثمارات طويلة المدى. يتعين علينا وضع خطط طويلة الأجل".
ولكن الألماني هولجر أوسايك المدير الفني للمنتخب الأسترالي قال إنه من الصعب إيجاد السبب وراء فشل منتخبات غرب آسيا في هذه البطولة.
وأوضح "عندما يخسر فريق ، يبحث اللاعبون والمدربون عن السبب الذي أدى للهزيمة. لا أعتقد أن أحدا يمكنه أن يقول ببساطة بسبب هذا أو ذاك".
وظهر التراجع أيضا في مستوى هذه المنتخبات خلال التصفيات الأسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 والتي تأهلت إليها منتخبات كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية واليابان وأستراليا لتمثيل القارة الأسيوية بينما سقط المنتخب البحريني في الدور الفاصل مع المنتخب النيوزيلندي وفشلت جميع منتخبات غرب القارة في بلوغ النهائيات بجنوب أفريقيا.
وأصبح مونديال 2010 بجنوب أفريقيا هو أول بطولة كأس عالم منذ مونديال 1978 بالأرجنتين تخلو من المنتخبات العربية الأسيوية حيث شاركت الكويت في مونديال 1982 بأسبانيا والعراق في مونديال 1986 بالمكسيك والإمارات في مونديال 1990 بإيطاليا والسعودية في البطولات الأربع التالية أعوام 1994 و1998 و2002 و2006 .
وقال توكواكي سوزوكي مدير بطولة كأس آسيا المقامة حاليا إن المنتخبات الأسيوية عمومالا تتمتع بالمستوى العالي الذي يؤهلها للمنافسة عالميا.
وأوضح "المستوى الأسيوي ليس ضمن مستويات القمة على الصعيد العالمي ونحتاج إلى تحسين مستوانا الفني ولكننا نرى أن ذلك يبدو ممكنا قبل بطولة كأس العالم 2022" في إشارة إلى فوز قطر مؤخرا بحق استضافة مونديال 2022 .
وأضاف "منتخبات مثل أستراليا وكوريا الجنوبية واليابان بدات التحرك بالفعل. ولكننا نحتاج إلى تطور مزيد من المنتخبات".
المفضلات