[IMG]http://www.************/pic/bsm/12.gif[/IMG]
[IMG]http://www.************/pic/bsm/11.gif[/IMG]
اطلالة: كيف الهمة..؟ * ماهر أبو طير الدستور
الروح المعنوية ، للناس ، منخفضة بشدة ، وكل محاولات الاعلام.لانعاش هذه الروح تأتي بنتائج عكسية ، والسر في ذلك عائد الى قتامة المشهد ، وسوء العناوين التي تسيطر على المواطن.
في شهر واحد نقرأ ، عناوين من قبيل.. رفع جديد لاسعار مشتقات النفط ، اب يقتل اولاده وزوجته وجارته ، اطفال لقطاء جدد ، ارتفاع اسعار الحديد ، رفع رسوم المدارس العام المقبل ، ارتفاع اسعار الشقق ، شاورما فاسدة ومغموسة بالكلور ، مخابز تستخدم محسنات مؤذية للصحة ، حادث سير مروع على طريق السلط ، تزايد اعداد النوادي الليلية ، ارتفاع مستوردات الاردن من الخمور ، فصل خمسين الف خط هاتفي غير موثقة ، انتهاء المهلة الممنوحة لتغيير لوحات السيارات ، والتلويح بأحتجاز السيارات المخالفة ، اعادة تسعين شخصا للسجن بعد ان تم الافراج عنهم في وقت سابق ، ارتفاع اسعار الدجاج ، انخفاض اسعار اللحوم البلدية وتعرض المربين لخسائر جسيمة ، تغيير الية الحصول على اعفاءات العلاج من السرطان ، ضغوط دولية لتحرير كامل المشتقات النفطية في الاردن ، توجه لبيع اراضي دابوق ، الغاء رخصة الكازينو ، عقد تسوية مع صاحب الكازينو ، تكبد خسائر مالية بسبب الصفقة ، وفاة ودهس طفل مرتين عبر سيارتين متتاليتين ، امانة عمان تخلع عشرات الاف اشجار الزيتون ، امانة عمان تزيل سوق الزهور الموازي ، انتحار صبية في مقهى شوب في الكرك ، انقطاع الكهرباء يؤجل امتحانات جامعة اليرموك ، الاسلاميون يتهمون الامن الجامعي بالاستقواء على المحجبات ، اصابة ستة عشر طالبا ومعلما في حادث تصادم حافلة في المزار الجنوبي ، الشواذ جنسيا يتجمعون في مقهى خاص بهم ، ارتفاع اسعار الفواكه ، جلسة نيابية حكومية عاصفة ، اتهامات سياسية جارحة في الجلسة ذاتها ، اشاعات حول رحيل الحكومة ، اشاعات حول تعديل وزاري ، اشاعات حول ضغوطات دولية على الاردن ، لتحمل ملف الضفة الغربية ، الاردن كان شاهد ماشافش حاجة في قمة الدوحة اللبنانية ، ارسال سفير الى العراق ، وعشرات العناوين الاخرى الفرعية والرئيسية ، التي تسبب شعورا شديدا بالاحباط والكآبة ، وقد قال طبيب اردني معروف ان نسبة الكآبة في الاردن ، هي من اعلى النسب في شرق المتوسط.
المشكلة ، ليست في الناس ، بل في عدم معالجة كثير من هذه المشاكل ، التي يسمح الفلتان وارتخاء قبضة الادارة العامة ، في تزايدها ، بالاضافة الى عدم وجود جهود مؤثرة لرفع معنويات الناس ، بغير الكلام الجميل المنمق ، والشعارات التي تتحدث عن المستقبل ، وهي جدولة للوعود ، ولاحلام الناس ، وجميع المحاولات التي يتم بذلها لرفع معنويات الناس ، تأتي بنتائج عكسية وسلبية ، في ظل التدفق الواقعي لمئات العناوين السلبية شهريا ، وهي عناوين صادقة وغير كاذبة ، فمقابل جرعة الامل التي يتم حقن المواطن بها ، من اكثر من مستوى ، يتلقى المواطن مئات الجرعات السامة ، على الرغم من مصداقيتها ، فيبقى المواطن محبطا فاقدا للامل في الحاضر والمستقبل ، وبحاجة الى من يخرجه من البئر المظلمة ، التي تعصف بها المشاكل العامة ومشاكله الشخصية يستغرب البعض ، لماذا تعلو الكشرة على وجوه الكثرة ، في كل مكان ، والذي لايستطيع ان ينفق على اولاده ، او يؤمنهم بالعلاج ، وفوق هذا تأتيه الاخبار بكل هذه القصص ، التي لم يخترعها الاعلام ، بل قام بنقلها وحسب ، فأن علينا لحظتها ، ان لا نستغرب انخفاض الروح المعنوية للناس ، بشدة ، ووصولهم الى حالة ليست سهلة من الهشاشة والضعف الداخلي ، وفقدان الايمان بكل شيء ، والروح المعنوية ، ليست امرا عابرا في الدول وحياة الشعوب ، انها سر الوحدة والنهضة والتماسك والايمان بالمؤسسة العامة والحاضر والمستقبل ، ولن ترتفع الروح المعنوية ، بحجب هذه العناوين ، التي هي حقائق ، بل عبر العدالة وحصول الناس على حقوقهم الطبيعية ، دون منة او احسان ، والسعي لحملة جذرية ترفع معنويات الناس ، عبر كثير من القرارات ، التي يمكن اتخاذها.
بغير ذلك ، ستواصل الروح المعنوية انخفاضها ، وحين تسأل مواطنا ، بكيف الهمة ، يقول لك "عالية"وحين تسأله مرة ثانية بهل ..هي "عالية "على وجه التأكيد ، يجيب ...لولا كل هذه المشاكل التي تسقط علينا مثل المطر والفواتير والالتزامات والحوادث والشعور بأن الدنيا ، تغيرت فعلا....لكانت فعلا "عالية".
كيف الهمة..؟سؤال برسم الاجابة
المفضلات