مدفــــــن الأحــزان
تسافر نحوها سرا
بحور الشعر والأفكار
يسافر نحوها حلمٌ
سكون الليل
والأفلاك
والألحان في نزفي
تسافر نحوها الأطيار
توقظني على نغم من الاشواق
تبقيني على أبواب ملحمتي
فأنسج من سكون الليل أحزانا
وأصنع من جبال الشوق تمثالا
هنا...
في الواقع المغروس في رئتي
هنا
في لحن أغنيتي
هنا
في مدفن الأشواق والأحزان
ترهقني
فيمضي القلب فوق الغيم
يبحث طفلتي السمراء
فوق الكون والأقمار مفتونا
هنا مرّت
هنا همست ببعض العشق وانصرفت
ذهبتُ لأرسم الأحلام
فوق ركام ذاكرتي
وجرحا من بقايا رحلة الأغراب في جسدي
رسمتُ الوجه في حلمي
حلمتُ بأنني نجم
يسافر فوق ذاك الغيم
مهتديا بضوء البدر
أرهقني
نزيف الشوق والعبرات
وأتعبني
جدار الصبر والأشواق
لأغفو تحت نافذة من الأوراق
أدثّرني ببعض الدمع في الأحداق
وألثُمني
فثغركِ كل ما تركت لي الأيام من حلمي
غريبا كنتُ
مثل يمامة سوداء
ما زالت تفتش عن بقايا الحلم فوق سحابة بيضاء
عشقتُ الليل
يحملني _كما الأقمار_
بألحان تسافر بي
تجردني من الأفكار
أنغاما من الماضي
منذ بداية الأحزان
أول مرة أعزف
على وتر كان يمارس صمته الأبدي
في عشقٍ
هنا...
في مدفن الأحزان
يمضي العمر
بسرعة جدول ينساب كالشلال
فأصعدُ مع نسيم الليل إرهاقا
يزيد الصمت في قلبي
نسيم الليل
والأحباب ينتقلون أزواجا على الطرقات
أنوارٌ
وأشجارٌ
وألحانٌ
رذاذُ الماء
والفوضى
بنفسجة
وزنبقة
ووجه شاحب كلف
أسرارٌ
وأسوارٌ
وأقبعُ تحت ظل الروح
بين فيالق الكلمات
هرمتُ كأنني ألحان أغنية من التاريخ
تعزفُ فوق أوتار من الجلمود
تحرق كل أوراقي
وتكسرُ كل أقلامي
فلا نثر
ولا شعر
ولا بوح
فلا يبقى سوى حلمي
بسام سعيد
المفضلات