لا يكتفي الاحتلال الصهيوني بإجراءاته التهويدية المتعددة في مدينة القدس المحتلة وخاصة بحق المسجد الأقصى المبارك ومحيطه، فالحفريات الإحتلالية على قدم وساق، وحصاره اليومي لتقليل عدد المصلين فيه بات ظاهرة بارزة وواضحة.
إلا أن الإحتلال بدأ في هذه الأيام عدة فعاليات تهويدية إلكترونية مستعملاً التقنيات الحديثة ، خاصة في منطقة حائط البراق في المسجد الأقصى المبارك.
ويهدف ذلك كما أكدت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث " الى توسيع دائرة التهويد وعولمتها، لجذب أكبر عدد من السياح الأجانب وجيل الشباب اليهودي.
تضليل وتحريف
وتترافق هذه الفعاليات التهويدية بتزوير للتاريخ وتضليل واسع وتحريف حول المعالم الإسلامية والعربية ، خاصة بما يتعلق بحائط البراق.
وأكدت "مؤسسة الأقصى" في تقرير لها وصل"شبكة فلسطين الآن" نسخة عنه، أن حائط البراق هو جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى المبارك ، وانه وقف إسلامي خالص ، يرتبط إرتباطاً عقائدياً ودينياً كاملاً مع حادثة الإسراء والمعراج ومع النبي الأكرم محمد – صلى الله عليه وسلم ".
وأضافت:"وأنه لا حق لغير المسلمين ولو بذرة تراب واحدة من حائط البراق ، فإنه حق إسلامي وسيظل كذلك وإن وقع تحت السيطرة الإحتلالية".
وذكرت "مؤسسة الأقصى" أن عدة حركات ومنظمات يهودية أطلقت في الفترة الأخيرة حملات عبر التقنيات الإلكترونية من أجل مزيد من تهويد حائط البراق ،على المستوى المحلي والعالمي ،حيث يطلقون عليه – زوراً وبهتاناً وباطلاً – إسم حائط المبكى ، أي يبكون على خراب الهيكل الثاني المزعوم ، ظنّا منهم أنه أحد جدران الهيكل الثاني المتبقية ، وأملا ببناء الهيكل الثالث المزعوم.
ومن بين هذه الحملات ، إعتماد ما يسمى بـ " صندوق إرث المبكى " لخدمة إلكترونية على مستوى العالم ، عن طريق " الأيفون " ، تحت إسم (ikotel) .
وتمكّن هذه الخدمة مشاهدة ما يجري في حائط البراق ببث حي ومباشر، وكذلك القيام بجولة إفتراضية لنفق البراق ونفق الجدار الغربي للمسجد الأقصى، وكذلك خدمة بوصلية عالمية تدلل على اتجاه القدس بهدف أداء الصلوات اليهودية بإتجاه الهيكل المزعوم ، كما يمكن عبر هذه الخدمة إرسال " بطاقة طلب أو دعاء " إلكترونية نحو حائط البراق .
وقال القائمون على هذا المشروع التهويدي الإلكتروني أنهم يهدفون من خلال تقديم هذه الخدمة ، توسيع وتعميق الصلة بحائط البراق ، وخاصة الجيل الشبابي ، وإستثمار التقدم التكنولوجي الحديث من اجل إظهار التعلق الكبير ما بين اليهود وحائط البراق ، وفيه أيضا تشجيع للوصول والتواصل مع سلسلة الأجيال والتقاليد اليهودية في المكان – حسب قولهم - ، وتُوفر هذه الخدمة حتى الآن باللغة العبرية ، الإنجليزية والروسية.
الفيسبوك..ودعوات تهويدية
في السياق نفسه أطلقت منظمة " شباب من أجل أورشاليم " – وهي منظمة تنشط مؤخرا في عدة مشاريع تهويدية خاصة في مجال السياحة التهويدية – مشروعاً وإفتتاح صفحة خاصة على الشبكة الإجتماعية الإلكترونية العالمية المشهورة بإسم " الفيسبوك " ، تهدف الى ربط أكبر عدد ممكن بحائط البراق ، عن طريق توجيه دعوة الى السياح الأجانب والمجتمع الإسرائيلي بالوصول الى حائط البراق.
وعرض القائمون على هذه الصفحة ، إمكانية إرسال بطاقات أو "دعوات " لحائط البراق إلكترونياً ، من كل موقع في العالم، بحيث يتم طباعة هذه البطاقة ووضعها بين حجارة البراق ، وهو ما يقوم به عادة كل زائر يهودي للبراق.
توسيع المخطط
وبحسب القائمين على هذا المشروع التهويدي ، فإنه من المخطط توسيع رقعة هذه الخدمة الإلكترونية التهويدية ، لتشمل البلدة القديمة بالقدس ، جبل الطور ، جبل المشارف ، على أن تنشط أكثر في مواسم " الأعياد اليهودية " والمناسبات الإسرائيلية العامة.
وذكرت "مؤسسة الأقصى " أن الإعلام العبري يساهم في الترويج لهذه المشاريع التهويدية عبر نشر عدة تقارير صحفية وإعلامية حول الموضوع .
وأكدت المؤسسة أن الاحتلال يحاول من خلال هذا النشاط الإلكتروني تعويض فشله ، بفرض التزوير والتضليل ، عبر خدمات يقدمها ، يسعى من خلالها الى غسيل دماغ على مستوى عالمي.
وشددت المؤسسة أن حائط البراق،هو جزء لا يتجزء من المسجد الأقصى ، وهو وقف إسلامي خالص وهو حق إسلامي خالص، ولا حق لغير المسلمين ولو بذرة تراب واحدة منه.
المفضلات