آن ارتحالــــــــــــــــــــــــــي
أتاني الموت يسألني: أتمضـــــي؟
ضحكتُ وقلتُ: قد آن ارتحالــــــي
فقال الموت: هل بالغيب تــــدري؟
_معاذ الله_ لكن لا أبالـــــــــــــــي
فمال الموت يهمس لي بأذنــــــــي
ألا إني أذكركم بحالـــــــــــــــــــــي
زهدت العيش في هم وحــــــــــزنٍ
وزاد الهم حزني وانفعالـــــــــــــي
رسمتُ الحرف في نجمٍ وبــــــــدرٍ
عزفتُ الحزن في عمق الليالــــــي
وأطربتُ النجوم رقصنَ حولـــــــي
وراح الكون يرقص في العلالــــي
حروف الضاد أزرعهــــــــا ورودا
وبعض الحرف أجعله هلالـــــــــي
يتوه الحرف في مدي وجــــــزري
فبعد المد تحضنه رمالــــــــــــــــي
وأهوي بالحروف لقاع بحـــــــري
فتبكي غيرة منه اللآلـــــــــــــــــي
نظمتُ الشعر في مــــــــــــدح وذمٍ
وكان الحرف سيفي في سجالــــي
وقارعتُ الحطيئةَ وابن بـــــــــــردٍ
وأرهقت الفوارس بارتجالــــــــــي
بوصف الغيد كم ذابت شموعـــــي
ففي وصف النجوم أرى جمالـــــي
عيون البدر أدعوها فتنــــــــــــأى
فأمضي لا أبالي بانعزالــــــــــــــي
أراها تارة حيرى وأخــــــــــــــرى
أراني مدنف فيها خيالــــــــــــــــي
وأدعوها فتشكو طول صمتــــــــي
وصوت الصمت يدعوها تعالــــــي
عشقتُ عيونها صوتا وصمتــــــــا
وهذا رمشها فيه انشغالـــــــــــــي
أساحرة العيون ملكتِ حرفـــــــــي
وكم بالحرف أمضي بابتهالــــــــي
وفي حزن السماء فقدت نفســـــي
وفي صمت السماء بكى هلالــــــي
ورحتُ اسير في نشوى القوافــــي
نسيت بها _لعمري_ سوء حالــي
ظلال الموت تدعوني لأمضــــــــي
لعل الموت يعطيني منالــــــــــــــي
وعلّ الموت يمنحني خلـــــــــــودا
ففي عمق السكون أرى ظلالــــــي
وفي هذي الحياة فقدتُ روحــــــي
وفي ذاك اليمين غفا شمالــــــــــي
رفعت القوس كي أصطاد بـــــــدرا
عيون البدر قد ردّت نبالـــــــــــــي
فصاح القوس من ولهٍ ووجــــــــدٍ
أساحرة العيون سكنتِ بالـــــــــــي
إذا ما الوصل أسعفني لأنجــــــــــو
أساحرتي لقد آن ارتحالـــــــــــــي
بسام سعيد
المفضلات