السينما..... ضد الارهاب والتعصب
من عشرات السنين.. وقبل أن نصاب بفيروس الحساسية والتوجس الطائفي.. وعلي مدار تاريخ السينما المصرية العريق والممتد.. والقائمين عليها يرفعون شعار الوطن أولا.
وتجسد أعمالهم المواطنة في أفضل حالاتها..وكانت السينما وستظل رمزا من رموز التلاحم بين عنصري الامة.. وهو التلاحم الذي أنتج روائع وكلاسيكيات السينما المصرية.. وهنا نتذكر بمنتهي الفخر عمالقة السينما الكبار مسلمين وأقباط الذين برعوا في التعبير عن هذا التلاحم الفني والوطني..
ونستعرض هنا مجموعة من الأراء.. نرصد من خلالها صورة القبطي علي شاشة السينما.. وترصد ايضا كيف عالجت السينما قضية الحساسية الطائقية وكيف حاولت وتحاول التصدي لمحاولات الوقيعة بين عنصري الامة واثارة الفتنة والطائفية.. الفن والسينما دائما.. ضد الارهاب وفي مواجهة قوي الظلام والتطرف.
الشخصية المسيحية
من النمطية إلي الواقعية
علا الشافعي
تطور شكل الشخصية المسيحية في السينما جاء انعكاسا لتطور الحياة الاجتماعية في الشارع المصري منذ حقبة الثلاثينيات من القرن الماضي وحتي العقد الأول من القرن الجديد, وعلي مدار ثمانية عقود أرخت السينما لتكوين الشخصية القبطية و ودرجة حساسيتها تجاه الفن أو حذر الإبداع من الإقتراب منها.
هذا السياق يطرأ في الخاطر فيلم حسن ومرقص وكوهين أحد أهم كلاسيكيات السينما المصرية من تراث بديع خيري ونجيب الريحاني عندما تناولت السينما الشخصية المسيحية بحرية منقطعة النظير وقتها لم يكن هناك أحد يفكر في ديانة جاره, في الفيلم يظهر المقدس مرقص وهو شخص افاق ومحتال ويشارك كوهين وحسن في النصب علي احد المواطنين لم نري وقتها مظاهرات أو أقلام تعبر عن إستيائها ةتتهم صناع الفيلم بالعنصرية او الطائفية ذلك المصطلح الذي لم يكن احد يعرفه وقتها, كانت هذه المدرسة الفنية في تناول الشخصية المصرية أو المسيحية من تخصص الفنان نجيب الريحاني وصديقه بديع خيري ليمتد الي فيلم أبو حلموس وفيه شخصية جبرائيل افندي ذلك البخيل الساذج.
انعكس التغير السياسيي في حقبة الخمسينيات علي غياب الشخصية القبطية نهائيا عن السينما حتي يعود تناولها اكثر قوة في الستينات علي يد المبدع حسن الامام الذي سجل اعلي سقف في تناول الشخصية القبطية في فيلمي شفيقة القبطية والراهبة والفيلمين طرح شخصية لسيدة مسيحية ليست فوق مستوي الشبهات, وقدم النموذج الاكثر شهرة في تعانق الهلال مع الصليب في ثلاثية نجيب محفوظ, هذه الاعمال عبرت عن قدرة المجتمع وقتذاك في تقبل مختلف انماط المواطن المصري ولم يكن يقف كثيرا عند ديانته.
ومع تصاعد الحركة الراديكالية في مطلع السبعينات أخذت الشخصية المسيحية منعطفا خطيرا في التناول الفني حيث اصابها فيروس الحساسية مهما كان التناول معتدل حتي غابت تقريبا عن التناول فيما عدا افلام حرب اكتوبر ومنها الرصاصة لاتزال في جيبي وأغنية علي الممر وكان التناول في شكل ديكور لاستكمال الاحداث ليس لها دور في الدراما, إلا أن غابت تماما في الثمانينيات من القرن الماضي.
وفي التسعينات رفعت الشخصية المسيحية شعار ممنوع الاقتراب أو التصوير إلا في حالة أن تكون الشخصية ايجابية أو بطولية لدرجة أن بعض الأصوات كانت تطالب بموافقة الكنيسة أولا علي أي فيلم يتعرض للشخصية المسيحية وبالفعل شكلت الكنيسة لجنة لمراجعة الأفلام السينما برئاسة الأنبا مرقص أسقف الأعلام, لذلك لم تخرج الشخصية عن النمطية المعهودة وعلي طريقة الهلال مع الصليب مثل أفلام التحويلة لأمال بهنسي وسيداتي آنساتي لرأفت الميهي.
لذلك يعد عادل إمام أجرا من تعرض للشخصية المسيحية في أفلامه وأبرزها فيلم الإرهابي الذي قدم الشخصية المسيحية المتعصبة في سلوكها تجاه الآخر في طرح جديد يعبر عن وجود التعصب في كافة العقائد مقابل شخصية الشخص المتشدد المسلم.
إلا أن العقد الأول من القرن الجديد كان النقلة الحقيقية لتناول الشخصية المسيحية لتصبح شخصية مصرية, مهما تطورت الشخصية المسيحية ستظل السينما المصرية مدينة لفيلم بحب السينما الذي رسخ قاعدة مغايرة تماما في تناول الشخصية المسيحية فأنت علي مدار مدة الفيلم تري الشخصية المسيحية بأنماطها وعقائدها المختلفة.. أخطائها وحسناتها بشر يشعر ويتألم لقد نجح أسامة فوزي مع هاني فوزي في تأسيس مدرسة جديدة في تناول الشخصية المسيحية استكمل في هذه المدرسة فيلم حسن ومرقص للنجمين عادل أمام وعمر الشريف الذي فتح الجروح بطريقة كوميدية راقية وعرض لعيوب وأخطاء كل طرف
ومع هذا التطور الكبير في تناول الشخصية المسيحية الا أن هذا لا ينفي وجود بعض التناول الساذج في طرح الشخصية المسيحية مثل فيلم فيلم هندي
ومع اللحظات الجديدة من العقد الثاني من هذا القرن والتطور الكبير الذي طرأ علي شارعنا المصري أصبح استقبال أي معالجة للشخصية المصرية سيقابل بالتأويل وقائمة من الاتهامات سواء بمجاملة الشخصية المسيحية او التربص بها حتي اصبح التعامل مع الشخصية المسيحية يحتاج الكثير من التوازنات فيما يشبه المشي علي الحبل.
المفضلات