الخرطوم: مريم أبشر - يحيى كشه - هادية صباح الخير
يتوجه الناخبون الجنوبيون اليوم للادلاء بأصواتهم على تقرير مصير الجنوب في (3) آلاف مركز في الشمال والجنوب ودول المهجر الثماني التي حددها القانون، وبلغ عدد الذين يحق لهم الاقتراع (3.930.916) ناخباً، وتستمر عملية الاقتراع حتى منتصف يناير الجاري، على ان تعلن النتيجة اوائل فبراير المقبل، وتحظى عملية الاقتراع التي تبدأ اليوم برقابة دولية وإقليمية ومحلية كثيفة. واكدت وزارة الداخلية إكتمال الإستعدادات لتأمين عملية الإستفتاء.
واكد الرئيس عمر البشير، إلتزام الحكومة بإكمال مستحقات السلام والقبول بالنتيجة التي يفضي اليها استفتاء تقرير مصير جنوب السودان الذي يبدأ اليوم، وأبدى لدى لقائه أمس جيمي كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق، حرصه على استمرار التعاون بين الشمال والجنوب خلال الفترة المقبلة لحل القضايا العالقة كافة، واكد ان المرحلة المقبلة اذا قاد الاستفتاء للانفصال ستكون علاقة الشمال بالجنوب علاقة تعاون. وأعلن سلفاكير ميارديت رئيس حكومة الجنوب أنه «لا بديل عن التعايش السلمي» بين شمال وجنوب السودان، وأكد كير أمام المقر الرئاسي (لا عودة الى الحرب)، وأضاف كير وكان يقف السناتور الامريكي جون كيري الى جانبه (ان الاستفتاء ليس نهاية المطاف بل هو بداية مرحلة جديدة).
وأعلن بروفيسور محمد ابراهيم خليل رئيس المفوضية القومية للاستفتاء، عن وصول مستلزمات مراكز الإقتراع كافة لبدء العملية، بمشاركة (9) آلاف موظف اقتراع مدرب، وبواقع ثلاثة افراد لكل مركز، وقال خليل في مؤتمر صحفي عقده بفندق السلام روتانا أمس، ان المفوضية جاهزة لاجراء عملية الاستفتاء دون (كلفتة) رغم ضيق الوقت، وشح التمويل، ومشاjo1jo.net/jo1jo.net/ات الشريكين، اللذين اعتبرا التاسع من يناير الحالي يوماً مقدساً - بحسب خليل- مقابل دعوة المفوضية لوقت اضافي لتجويد العملية على نحو افضل، واضاف: لكننا مستعدون لإجراء الإستفتاء، وغير مسؤولين عن النتيجة إلا من ناحية الشفافية والمصداقية وان تتم العملية بشكل صحيح، وقال: (مهمتنا اجرائية، والمفوضية مسؤولة عن الاجراءات فقط).
واوضح خليل ان عدد الذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في العملية بلغ (3.930.916) ناخباً، منهم (3.753.815) ناخباً في الولايات الجنوبية، مقابل (116.860) بولايات الشمال، و (60.241) بدول المهجر الثماني التي حددها قانون الاستفتاء، وأشار الى أن إعلان النتيجة النهائية للاستفتاء سيتم قبيل منتصف فبراير المقبل، واكد خليل صحة الاجراءات التي سبقت عملية الإقتراع في التسجيل، ووصفها بالجيدة، وقال ان الطعون التي تمت في التسجيل بلغت (64) طعناً حلت جميعها دون عرضها على محاكم الاستئنافات.
الى ذلك قال خليل إن الأحزاب السياسية كافة جميعها وافقت بحماس على تقرير المصير، خاصة التجمع الوطني، ودعا القوى السياسية الى الكف عن الإتهامات والتهرب من تحمل وزر الانفصال، وقال: (تقرير المصير عهد ولا يمكن نقض العهود).من ناحيته قال الفريق طارق عثمان مقرر المفوضية، انه لا يوجد امن مطلق في البلاد، ولكنه وصف الظرف الذي تُجرى فيه العملية بأنه مناسب ولا يقدح في صحة إجراءات الاستفتاء، واشار عثمان الى اتفاق تم بين المفوضية والحكومة الاتحادية وحكومة الجنوب لتأمين عملية الاستفتاء من قبل أجهزة الشرطة والأمن، وقال إن المفوضية حددت اعلان نتيجة الاستفتاء في الاسبوع الاول من فبراير المقبل.
من جهته قال علي كرتي وزير الخارجية إن السودان سيكون دولة عربية أفريقية حتى إذا وقع الإنفصال. إلى ذلك أكدت جامعة الدول العربية التي تشارك بأكبر بعثة مراقبة لعملية الاستفتاء، حرصها على أن تتم العملية بحرية ونزاهة. فيما أكد قطاع الجنوب بالمؤتمر الوطني وجود شواهد مبكرة على تزوير استفتاء جنوب السودان واتهم عصابات منشقة عن الجيش الشعبي بترويع أمن المواطنين. وقال لطفي أحمد مرسال مقرر أمانة الاستوائية بالمؤتمر الوطني في تصريح لـ «أس. أم. سي» أمس، أن الأمانة رصدت عدة خروقات بعدد من الولايات الجنوبية تمثلت في تهديد الوحدويين بالضرب والقتل والزج في غياهب السجون.
وفي السياق قال جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي الأسبق، إنه يجب على جنوب السودان أن يتبنى الديمقراطية، إذا كان يريد أن ينجح كدولة جديدة، وأكد كارتر لـ «رويترز» أمس، أن الجنوبيين سيواجهون خيبة أمل، عندما تتبدد نشوة الإستقلال وتظهر الحقائق الصعبة لبناء دولة من الصفر. وقال: لا أعتقد أن عملية المصالحة (بين الجنوب والشمال) يمكن أن تستمر ما لم يكن هناك دافع قوي في الجنوب نحو الديمقراطية، وأضاف: هذا سيحتاج إلى تحقيق الوعود التي قطعت بشأن دستور جديد ثم إجراء انتخابات نزيهة وحرة، في أفضل إطار للمبادئ الديمقراطية.
من جهته أكد المهندس إبراهيم محمود حامد وزير الداخلية، الالتزام بحماية الاستفتاء كحق دستوري لمواطن الجنوب واستحقاق أخير لإتفاقية السلام الشامل. وأشار الى إكتمال الاستعدادات كافة لتأمين عملية الاستفتاء وما بعدها، وقال إن السودان سيقدم للعالم رسالة أخرى تؤكد تحضره واحترامه للقانون والدستور وتهيئة الفرص الملائمة لممارسة الحقوق الدستورية في جو معافى. وأكد الفريق أول هاشم عثمان مدير عام قوات الشرطة اكتمال الاستعدادات لتأمين عملية الاستفتاء.
المفضلات