المدون مهدي التازي يتحدث عن الكتابة كعلاج
تحدث عن مشاعره للعالم واليوم يشرح المدون مهدي التازي لمغاربية كيف استخدم الانترنت لتخطي حب حياته المفقود.
حسن بنمهدي من الدار البيضاء لمغاربية – 07/01/11
[أرشيف] المدون مهدي التازي يقول إن الكتابة أصبحت "ملاذا حقيقيا ونوعا من العلاج" بعد طلاق صعب.
مهدي التازي مدون شاب من الدار البيضاء قرر كتابة مدونة كعلاج لتخطي صراع في حياته العاطفية. فبعد فشل زواجه، لجأ التازي إلى الانترنت.
وبدأ ما يسميه "العلاج بالتدوين" في الليلة التي تركته فيها زوجته. ومن خلال الكشف عن أفكاره ومشاعره للعالم، نجح التازي في تجاوز فترة عصيبة. وبمساعدة أصدقاء التقاهم على الفيسبوك، نُشرت مدونته في كتاب يحمل عنوان "مقتطفات من الحياة". مغاربية أجرت هذا الحوار مع التازي لمعرفة ما يعنيه مشاطرة تفاصيل الحياة الشخصية على الانترنت وكيف ساعدته تجربة التدوين على التعامل مع طلاقه.
مغاربية: في البداية هل يمكن أن تحدثنا عن كتابك الجديد مقتطفات من الحياة؟
مهدي التازي: مقتطفات من الحياة هي مدونة تضم كتاباتي ومشاعري التي أصفها منذ غشت 2007.
مغاربية: لكن هذه تجربة أدبية فريدة من نوعها - كتاب يعتمد على مدونة، وهو عصارة التفاعل بين مستخدمي الفيسبوك. هل يمكنك أن تشرح لنا أكثر هذه التجربة؟
التازي: بعد مرور سنتين ونصف من انطلاق كتابتي في المدونة، لم تكن لدي فكرة واضحة عن الكتاب. أنا أكتب لأشعر بتحسن. ومن حين لآخر أتلقى تعليقات مجهولة. وهناك شيء مؤكد، الناس يقرأونها. وللتعرف عليهم، قررت الانضمام إلى فيسبوك وربط مدونتي بصفحة على الفيسبوك. وكان ذلك أمرا رائعا مكنني من مشاهدة الأشخاص الذين يرسلون لي التعليقات.
بدأت مناقشة الأمور مع بعض الأشخاص وأذهب إلى المقهى مع آخرين. ومنحني هذا فكرة تأليف كتاب. ونمت الفكرة في ذهني لحوالي سنة حتى اليوم الذي عثرت فيه على موقع TheBookEdition.com الذي يقوم بالنشر حسب الطلب. فكل ما عليك القيام به هو إرسال ملف بالوورد أو البي دي إف كشرط للنشر. وينشر الموقع النسخة الإلكترونية. وكل من هو مهتم بالكتاب يقدم طلبا ويستلمه عبر البريد. وقررت الشروع في ذلك. أطلقت مشروعي على صفحة فيسبوك وطلبت من كل المتتبعين مساعدتي في التصحيح. وتهاطلت علي الاقتراحات وعروض المساعدة.
وزعت الكتاب إلى عدة أجزاء لكي يتمكن الجميع من تصحيح جزء منه. ثم جمعته من جديد لإعادة قراءته كاملا. وأشرف أحد أصدقاء العائلة على تصحيحه مرة ثانية. وما إن أصبح الكتاب جاهزا حتى أرسلته إلى TheBookEdition.com الذي نشره على الانترنت. وطبعا وضعت روابط إلى هذه الصفحة على مدونتي وعلى صفحتي تحت عنوان ولع بالكتابة .
مغاربية: كيف يمكن أن تصف كتابك مقتطفات من حياة؟
التازي: الكتابة عبارة عن سيرة ذاتية تعالج اللحظات التي ترسم الحياة. هذا يفسر سبب اختيار عنوان الكتاب، مقتطفات من الحياة، وينسجم تماما مع موضوع المدونة.
مغاربية: ما هي الرسالة التي ينقلها الكتاب؟
التازي: العنوان الفرعي للكتاب هو "علاج الطلاق بالتدوين". وفي الواقع لا يمكن تجاهل الفوائد العلاجية التي يجنيها المرء من الكتابة. وفي المقدمة أهديت الكتاب إلى المطلقين على أمل المساعدة في التخفيف من المعاناة والألم.
مغاربية: هل تناقش قصة حبك وطلاقك في الكتاب؟
التازي: نعم. تزوجت امرأة لم أكن أحبها في بداية علاقتنا، لكنني أحببتها بجنون بعد ذلك. وفي الليلة التي تركتني فيها فتحت مدونتي التي أصبحت ملاذا حقيقيا وشكلا من أشكال العلاج بالنسبة لي. رحيل زوجتي السابقة هو السبب في كتابة مدونتي التي أضيف إليها أفكاري ومشاعري وتجاربي يوما بعد يوم.
متعلقات
مغاربية: كيف نجحت في تخطي بعض مشاكل التجارة الإلكترونية في المغرب لبيع كتابك؟
التازي: بعد إعلان أن الكتاب متاح على TheBookEdition.com نشرت على صفحتي ولع بالكتابة خطتي لنشر مقتطفات من الحياة في المغرب بالدعم المالي للأعضاء. ولتحديد مساهمة كل شخص وتوفير المبلغ الضروري للطباعة كنت بحاجة إلى 500 شخص في المجموع وكان من السهل الوصول إلى هذا العدد بسرعة. وفي 11 مايو 2010، أظهرت الإحصائيات لصفحة ولع بالكتابة أنه من أصل 700 متتبع للصفحة، 400 فقط يعيشون في المغرب. ووضعت رسالة أخرى تطلب من المساهمين نشر الرسالة. وهناك اليوم 968 شخص يتتبعون ولع بالكتابة وبلغ عدد المتتبعين من المغرب 500 الضرورية لنشر الكتاب.
مغاربية: هل حصلت على أية نتيجة لعلاجك بالتدوين؟
التازي: دعني أقرأ لك الفقرة الأخيرة من الكتاب: "اليوم لا يوجد أي شخص في حياتي العاطفية وأنا مستعد لخوض تجربة الزواج من جديد أو ربما العيش مع شريك للبدء من جديد وأخذ الوقت الضروري... آمل أن تتاح لي الفرصة لمقابلة الشخص المناسب... ربما سيساهم هذا الكتاب في ذلك". الكتابة ساعدتني كثيرا والدليل أنني مستعد من جديد لخوض مغامرة علاقة إنسانية.
المفضلات