دخلت باكستان في سجال سياسي وآخر اجتماعي، عقب مقتل حاكم البنجاب سلمان تأثير، يخشى أن ينعكس سلبا على الأوضاع الداخلية خاصة بعدما وصف حزب الشعب مقتل تأثير بالاغتيال السياسي، في وقت انقسم فيه الشارع الباكستاني بين مؤيد لمقتل الرجل ومعارض له.
وعلى الرغم من إقرار ملك محمد ممتاز قادري، قاتل تأثير -وهو أيضا حارسه الشخصي- بالأسباب التي دفعته إلى اغتيال حاكم البنجاب، وهي الإساءة لقانون التجديف الذي يحمي الرموز الدينية والمقدسات، فإن مصرع الرجل بدأ يأخذ أبعادا سياسية واجتماعية قد تزيد من تعقيد الوضع السياسي والأمني في البلاد.
فقد سارع عدد من قيادات حزب الشعب، وعلى رأسهم وزير القانون بابر أعوان، إلى وصف مقتل حاكم البنجاب بالاغتيال السياسي.
وأشار أعوان لتقصير حكومة البنجاب، التي يتزعمها حزب الرابطة الإسلامية جناح نواز شريف المعارض، في حماية تأثير، فضلا عن استمرار خروج مسيرات منددة بالاغتيال وأخرى مرحبة وسط مخاوف من مواجهات محتملة.
شاهزاد: الاغتيال قطع الطريق على حزب الشعب الحاكم لتغيير قانون التجديف (الجزيرة نت)
لعب بالنار
وفي تعليقه على هذه التطورات، قال المحلل السياسي سليم شاهزاد إن حزب الشعب الحاكم يلعب بالنار عندما يصف الاغتيال بالسياسي قبل انتهاء مجرى التحقيق وفي ظل وجود أزمة سياسية تعصف بالبلاد.
وأضاف في حديثه مع الجزيرة نت أن حزب الشعب ربما سعى عبر هذا التحرك إلى كسب نوع من التعاطف الشعبي عقب تأييد قطاع واسع من الشارع لمقتل تأثير.
واعتبر شاهزاد أن اغتيال تأثير قطع الطريق على حزب الشعب الحاكم ومحاولاته لتغيير قانون التجديف رغم إعرابه عن تخوفه من تصاعد وتيرة المواجهة السياسية بين حزبي الشعب وشريف إذا ما أقدم الأول على تعيين حاكم جديد للبنجاب يحمل نفس توجه تأثير.
كما لم يستبعد شاهزاد دخول البلاد في متاهة أمنية جديدة تحت لافتة قانون التجديف على صعيد القاعدة الشعبية.
"
زيارة تأثير بصحبة زوجته للمرأة المسيحية المحكوم عليها بالإعدام في سجنها ووعدها بتقديم كل العون للإفراج عنها واصفا قانون التجديف بالأسود فجر الموقف شعبيا لتخرج عشرات المسيرات المنددة به قبل أيام من اغتياله
"
فصول القضية
ويعود أصل هذه القضية إلى تعاطف سلمان تأثير مع قضية المرأة المسيحية أسيا بي بي المحكوم عليها بالإعدام تحت قانون التجديف والمتهمة بشتم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وسبق للرجل أن زار المذكورة في سجنها بصحبة زوجته ووعدها بتقديم كل العون للإفراج عنها، واصفا قانون التجديف بالأسود، وهو ما فجر الموقف شعبيا لتخرج عشرات المسيرات المنددة به قبل أيام من اغتياله.
وانتقد حزب شريف موقف حزب الشعب من الاغتيال، وقال إن من شأن ذلك أن يجر البلاد إلى مزيد من الفوضى.
وفي تفصيل هذا الموقف، صرح القيادي في الحزب شودري نثار أحمد أن حزب الشعب -عبر تصريحات عدد من قياداته- لا يعي أنه يجر البلاد نحو مواجهات سياسية هي في غنى عنها.
وبينما هدأت مشاعر حزب الشعب وأنصاره، تتواصل المسيرات المدعومة من تجمعات دينية لتأييد ما أقدم عليه ملك ممتاز وتطالب بالدفاع عنه، وهو ما لقي صدى عند عشرات المحامين.
سليم: الخطأ يرجع للحكومة التي لم تسمع نداء الشارع وتقيل تأثير (الجزيرة نت)
ناموس الشريعة
وفي موقف الداعمين لمنفذ الاغتيال، قال المحامي جاويد سليم -وهو عضو هيئة الدفاع عن قادري- إن مائتي محام قاموا بتشكيل لجنة تحت عنوان "هيئة المحامين للدفاع عن ناموس الشريعة" ستتولى مهمة الدفاع عنه (قادري) وعن غيره طوعا دون مقابل.
وأضاف في حديثه مع الجزيرة نت بأن ما قام به حاكم البنجاب يعد انتهاكا للقانون وللدستور، وأن الخطأ يعود إلى الحكومة التي لم تسمع لنداء الشارع وتقيل تأثير.
وبينما وصف المحامي الباكستاني، قادري بالبطل، نفى أن يكون إرهابيا أو متمردا، مشيرا إلى أن قادري لا ينتمي إلى أي حزب ديني وأن ما أقدم عليه كان استجابة لنداء 98% من أصوات الشارع الباكستاني.
وأشار سليم إلى أن ثلاثة علماء -هم من موظفي الدولة- رفضوا أداء صلاة الجنازة على تأثير، موضحا أن فريق الدفاع سيسعى إلى نقل المحاكمة من المحكمة الخاصة بالأعمال الإرهابية إلى محكمة مدنية.
المصدر: الجزيرة
المفضلات