تعبر الاحتجاجات العنيفة في كل من الجزائر وتونس عن مشاكل اجتماعية عميقة طالت بالخصوص شبابا عاطلا عن العمل، وتزايدت حدتها بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية وإدارة النخب السياسية في كلا البلدين.
وفي تونس، تستمر الاحتجاجات منذ 17 ديسمبر/ كانون الأول، التي قتل فيها أربعة أشخاص، اثنان منهم في مظاهرات واثنان انتحرا.
وفي الجزائر اندلعت منذ ثلاثة أيام احتجاجات في بعض الأحياء بالعاصمة والولايات الأخرى تنديدا بغلاء المعيشة وبالبطالة التي تحيق بالشباب.
ويرى محللون تحدثوا لوكالة الأنباء الفرنسية أن هناك نقاطا مشتركة بين الجزائر وتونس، إضافة إلى جارهما المغرب، حيث إن اقتصاد هذه الدول لا يقدم الفرص للشباب العاطل عن العمل.
وفي هذا الصدد، يؤكد أستاذ الاقتصاد بجامعة الرباط إدريس بنالي أن الدول الثلاث تبدل جهودا لتحسين ميدان التعليم، لكنها لا تفكر في كيفية إدماج الشباب العاطل وخلق مناصب شغل له.
ويرى محللون آخرون أن الأزمة الإقتصادية زادت في متاعب الدول المغاربية، إذ ارتفعت أسعار المواد الغذائية رغم دعم الحكومات لها، ففي الجزائر أعلنت الحكومة أنها ستواصل دعمها للمواد الأساسية.
مسيرة احتجاجية بتونس منذ أيام (الجزيرة-أرشيف)
قواسم
ومن جهته، يرى الباحث والأستاذ بجامعة باريس بيار فرمان أن "هناك بطالة في الدول المغاربية وهناك أصحاب شهادات في حالة بطالة، وهذا يستمر منذ زمن طويل" مشيرا إلى أن هذا الوضع يحدث بالوقت الذي يحصل نمو اقتصادي بتلك الدول.
واعتبر الباحث أن الأزمة الاقتصادية عرقلت الهجرة التي قال إنها كانت تعد بمثابة صمام لاقتصاد الدول المغاربية لأنها توظف أصحاب الشهادات العليا.
وفي رأي فرمان فإنه يجب الأخذ بعين الاعتبار دول الإنترنت في الدول المغاربية "ففي الجزائر كان الناس طوال النهار يراقبون ما يحدث في تونس عبر الإنترنت وفيسبوك، مؤكدا أيضا دور قناة الجزيرة في نشر الأخبار المغاربية.
ويقول الباحث إن النظامين السياسيين في كل من الجزائر وتونس يوجدان في أزمة، حيث إن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وزين العابدين بن علي يشرفان على نهاية عهدتيهما دون وجود بديل لهما "وهذا أحدث أزمة سياسية في حالة انتظار".
أما أنطوان لابسوس من مرصد الدول العربية، فيرى أن النظامين في الجزائر وتونس يختلفان جدا، فتونس تتعرض لانتقادات حادة بسبب غياب الحريات السياسية، والناس يتظاهرون لأنهم ضاقوا ذرعا.. هي ليست مظاهرات اجتماعية فقط ولكنها احتجاجات ضد النظام الذي استبعد أي تناوب على السلطة".
ويرى محللون أن الرئيس التونسي الذي يمسك بلاده بقبضة من حديد يخشى أن تهدد الثورة الاجتماعية المتواصلة عرشه.
من إضراب بقطاعي التعليم والصحة المغربي (الجزيرة-أرشيف)
المغرب
وفي المقابل يعتقد كريم بكزاد، من معهد العلاقات الدولية والإستراتيجية بفرنسا، أن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم بالجزائر حافظ على شرعيته كحزب تحرير وطني.
وأشار إلى أن أحزاب المعارضة في الجزائر قادرة على التحرك والاحتجاج في هذا البلد.
ويؤكد أن الوضع بالمغرب ليس مغلقا "فهناك معارضة منظمة وشباب عاطل يتظاهر منذ شهور أمام الجمعية الوطنية في الرباط".
وكانت صحيفة التجديد المغربية قد ذكرت أن حوالي ثلاثة آلاف مواطن من سكان آيت عبدي بجبال الأطلس الكبير خرجوا خلال هذا الأسبوع في مسيرة احتجاجية ضد التهميش الاجتماعي.
المصدر: الفرنسية
المفضلات