اطمأن أمس المنتخب الوطني لكرة القدم نسبيا على مستوى جاهزيته للنهائيات الاسيوية وهو ينهي تجربته الودية الثاني في معسكر دبي بالتعادل امام نظيره الاوزبكي بنتيجة 2-2 وعلى ارضية ستاد نادي الشارقة الاماراتي.
المنتخب الوطني تعامل مع التفوق الواضح للاداء الاوزبكي بموضوعية واتزان ونجح في خطف هدف التقدم عبر عامر ذيب وهو ما انهى عليه الشوط الاول قبل ان يعادل المنافس الكفة، ليعود المنتخب الوطني للتقدم مجددا قبل ان يدرك المنتخب الاوزبكي التعادل مجددا.
المباراة هي الثانية والاخيرة للمنتخب الوطني على هامش المعسكر التدريبي الذي يجريه في دبي لغاية الاربعاء المقبل حيث موعد انطلاقه للدوحة للمشاركة في النهائيات الاسيوية التي يبدأها بمواجهة اليابان 9 الجاري ومن ثم السعودية، وسورية يومي 13 و17 الجاري على التوالي.
وحضرت لينا الحديد القائم باعمال القنصلية في امارة دبي المباراة الى جانب د. فايز ابو عريضة ولؤي عميش عضوي مجلس ادارة الاتحاد وامين السر خليل السالم، وعدد من أبناء الجالية الاردنية في الامارات وممثلي عن الاتحادين الاماراتي والاوزبكي لكرة القدم.
المباراة في سطور
-النتيجة : تعادل المنتخب الوطني ونظيره الاوزبكي 2-2.
- الاهداف: سجل للمنتخب الوطني عامر ذيب (32) وعدي الصيفي (74) وللمنتخب الاوزبكي حساييف (66) وكارينكوف (77)
- المناسبة: ودية تحضيرية للمشاركة في النهائيات الاسيوية.
- الزمان: 2.45 عصرا بتوقيت عمان.
- المكان: ستاد نادي الشارقة الاماراتي.
- الحكام: طاقم اماراتي بقيادة حمد الشيخ وعاونه محمد عبدالله وجاسم عبدالله ويعقوب الحمادي رابعا.
- مثل المنتخب الوطني: عامر شفيع لحراسة المرمى، حاتم عقل وبشار بني ياسين وباسم فتحي وانس بني ياسين (سليمان السلمان) للدفاع، بهاء عبد الرحمن وعلاء الشقران (شادي ابو هشهش) وحسن عبد الفتاح (حمزة الدردور) وعامر ذيب وعدي الصيفي للوسط، عبدالله ذيب (احمد عبد الحليم) للهجوم.
- مثل المنتخب الاوزبكي: نتساروف لحراسة المرمى، كارنيكوف واسماعيلوف واندريف واخمدوف للدفاع، وساتسكيخ وكابيتزيا وحيدروف وجيباروف وحساييف للوسط، وكينريخ للهجوم.
موضوعية أردنية
بدت الافضلية واضحة للجانب الاوزبكي الذي لم ينتظر كثيرا لاعلان نواياه الهجومية صوب مرمى شفيع الذي اجبر المنتخب الوطني في البداية لتشكيل قوة دفاعية قبل البدء في تنفيذ اية مخططات هجومية.
الاسلوب الاوزبكي كان يعتمد على الجهة اليسرى وتحديدا حيث يتواجد انس وبينما شكل حساييف الذي سدد اول كرة على مرمى شفيع، نقطة لانطلاق الالعاب الاوزبكية فان كينريخ وحيدروف شكلا اسنادا له وهو ما دفع بعبد الرحمن والشقران وحتى عبد الفتاح للتمركز في المناطق الخلفية وتوفير العمق الدفاعي امام حاتم وبشار.
حاول المنتخب الوطني تدريجيا خلع الثوب الدفاعي وممارسة نسق هجومي متوازن عسى ان يثمر ذلك عن تخفيف الضغط الحاصل على المحور الخلفي، لكن الكرات التي ظهر ان الاعتماد فيها كان على عدي وعامر لم تجد نفعا في ظل سرعة ارتداد الجانب الاوزبكي لمناطقه وبالتالي ظل نتساروف امينا من اية تهديدات قبل ان ينطلق عبد الفتاح في هجمة نال على اثرها ركلة ثابتة نفذها عامر انتهت على خير للاوزبكيين.
وفي ظل استعادة المنتخب الوطني جانبا من السيطرة على وسط الملعب، صدرت تعليمات الجهاز الفني بضرورة نقل الكرة اكثر بين اقدام اللاعبين وابقاء الصيفي وحسن على استعداد لتنفيذ اية هجمات مضادة التي انطلق منها الاخير في واحدة راوغ منها اكثر من اوزبكي وانتهت بتمريرة قصيرة لم تصل عبدالله المتأهب اصلا لتسديدها، في المقابل حاول الجانب الاوزبكي استعادة الرتم الذي كان بدأ به اللقاء وبالفعل نجح نسبيا في ذلك لكن يقظة علاء وبهاء وثبات انس وباسم في المواقف الخلفية لم يسمح للمنافس في ترجمة اية مخططات على ارض الواقع، في الوقت الذي بقي فيه عبدالله والصيفي ومن خلفهم حسن بجاهزية هجومية اسهمت الى حد ما في تخفيف الضغط الحاصل على زملائهم في الخطوط الخلفية.
زادت اطماع المنتخب الاوزبكي بعدما وجد ان «النشامى» يركزون على الدفاع، لذلك كثفوا من طلعاتهم وكاد كينريخ ان يصيب شباك شفيع لولا ان علت تسديدته المرمى، وعلى الجهة الاخرى جرب المنتخب الوطني خيار الضغط على اللاعب الاوزبكي وكذلك الكرات المضادة التي كان قائدها الاول عبد الفتاح حين انطلق بثقة في واحدة خيل للاوزبكيين انه سيمررها للصيفي على الميسرة قبل ان يضعها امام عامر على الميسرة وعلى طبق من فضة، فلم يتوان الاخير في اعلان التقدم الاردني منها بالهدف الاول (32).
الرد الاوزبكي كاد ان يكون سريعا، لكن تألق شفيع في ابعاد تسديدة لركنية ومباشرة لاخرى رأسية لاقت المصير ذاته، ابقى النتيجة على ما هي، رغم المحاولات المتكررة من الطرفين التي انتهت اما عند يقظة دفاعية اردنية او بنهايات غير موفقة امام المواقعة الاوزبكية الخلفية.
مد وجزر
شهدت بداية الشوط الثاني اشراك السلمان في المحور الدفاعي بديلا لانس الذي عانى من الام بسيطة في الرقبة، وايضا دخول ابو هشهش كارتكاز، وغير ذلك فان الامور ظهرت متشابهة مع بداية الشوط الاول.
هجوم اوزبكي ودفاع اردني مقرون بامتداد امامي موزون.. هكذا كان شكل البداية في الحصة الثانية، التي لم يغير فيها العراقي عدنان حمد من طريقة لعبه حيث كان التشديد على المحور الدفاعي حاضرا وكذلك محاولة استغلال اية جانب مضاد.
على الطرف الاخر، ظهرت افضلية الاوزبكيين في امتلاك الكرة اكثر من المنتخب الوطني وشكل حيداروف وساتسكيخ وجيروف محور العمليات بينما لم يتزحزح كينريخ من امام بشار وحاتم اللذان شكلا نقطة غلق عنيدة اجبرتهما اولا على الثبات في مواقعهما لكنت اسهمت من جانب اخر في قطع الكرات وامداد عبد الرحمن وابو هشهش بها لايصالها بالتالي الى الثالوث عامر وحسن وعدي واحيانا عامر الذي ينضم كرابع في الحالات الهجومية.
ومع امتداد الوقت نجح الاوزبكيين في فرض ضغط واضح على الدفاع وبدت العابهم في اكثر من مرة خطرة لولا تدخل الدفاع في مناسبات محددة او شفيع في مناسبات اكثرن ومن هنا جاء اللجوء لخيارات بشرية وتكتيكية جديدة من الجهاز الفني حيث غادر عبدالله الملعب ليتولى عدي المهام التي كانت تناط بمركز الهجوم، فيما دخل عبد الحليم كورقة تم الرمي بها على الطرف الهجومي الايسر في محاولة لاستغلال سرعة انطلاقاته وحتى تصويباته.
بدا ان التغييرات التي اصابت التشكيلة الوطنية لم تحدث متغيرات ايجابية لكنها تعاملت على افضل ما يكون مع الامتداد الاوزبكي الكبير فحرص عامر على اسناد السلمان في الميمنة وكذلك فعل عبد الحليم مع باسم عند الميسرة، وبينما سارت هذه الامور بطريقة طيبة لفترة من الوقت فان ثغرة دفاعية في الجهة اليسرى منحت جيروف للتوغل وتمرير كرة ضربت المدافعين من الخلف فوصلت الى حساييف الذي سددها قوية صعبة على شفيع لايقافها هدف التعادل، دون ان ينتظر المنتخب كثيرا للرد على ذلك من فرصتين محققتين ومن عدي نفسه الذي واجه الحارس ففي الاولى مرت كرته بجانب القائم الايمن والثانية بالشباك اليسرى الخارجية، اتبعه الاوزبكي كينريخ بتسديدة انتهت بأحضان شفيع، قبل ان ينطلق الصيفي من جديدة في هجمة ثالثة كانت فعلا ثابتة وضع منها الكرة فوق الحارس نستاروف هدف التقدم، لتظهر على ارض الميدان حالة مد وجزر اوزبكية انتهت برأسية على غفلة دفاعية وضعها كارينكوف في شباك شفيع اعلنت التعادل مجددا.
رمى المنتخب الوطني بورقة هجومية جديدة تمثلت بالدردور ولعب جنبا الى جنب مع الصيفي وعاد عبد الحليم ليتقدم اكثر وظهر هجوميا من صاروخية ارتمى لها الحارس وتحولت لركنية واستمر هذا النهج لفترة من الوقت انتهت من مجرد استعادة الاوزبكيين لترتيب صفوفهم فتعددت الركنيات ومرت الكثير من العرضيات فوق شفيع ودفاعه لكنها جميعا توقفت عند حاجز بشار وحاتم ورفاقهما.
حاول المنتخبات بعدما ضاقت مساحة الوقت المتبقي خطف هدف وكانت الدقائق الاخيرة اردنية نسبيا اذ تحرك الدردور كثيرا في المحور الامامي وسانده في ذلك الصيفي واحيانا بهاء وعامر في الوقت الذي واصل فيه شفيع ظهوره وهو يبعد اكثر من كرة كادت ان تشكل خطرا على مرماه.
المفضلات