ثقافة الطالب الجامعي...
كلنا يعلم إن الثقافة التي يتملكها الإنسان تظهر جلية في تعاملاته اليومية مع محيطه، من شرائح المجتمع والتي يعزى لها بناء الوطن، الشريحة الأكاديمية من الطلبة الجامعيين، حيث إن الثقافة التي قد يمتلكها الطالب الجامعي لها دور كبير في بناء شخصيته، من وجهة نظري أرى بأن ننظر لثقافة الطالب الجامعي من ثلاثة زوايا
أو بالأحرى ثلاثة محاور أساسية وهي (ثقافة السلوك - ثقافة المعرفة – والثقافة الأكاديمية) فحين نستثمر تلك الثقافات، ونبنيها في عقلية الطالب الجامعي، نصل إلى مرحلة نستطيع أن نجزم بأن المجتمع المنتظر قيادته أو الأيادي التي سوف تشغل المهن والوظائف القادمة، وصلت إلى مستوى من الثقافة والمعرفة، وبالتالي وصول المجتمع إلى مستوى عالي من الوعي، حيث إننا نتطلع للأفضلية دائما في مختلف المجالات.
أنا شخصياً أعتبر الثقافة هي الورقة الرابحة لأي أمة أو شعب في هذا العالم، فجميع المجتمعات تسعى دوماً إلى بناء الهوية الثقافية الخاصة لأفرادها؛ ذلك لأن الثقافة تعني مقاومة الجهل بالمعرفة والهمجية بالإنسانية والخطأ بالصواب والتأخر بالتقدم ،فالجامعات والكليات التي تنطوي تحت مظلة مؤسسات التعليم العالي تضم داخل أسوارها آلاف الطلبة مجتمعين من مناطق مختلفة ، لكل منهم وعيه الثقافي الخاص به، وإن كانت تجمعهم منطقة واحدة، أو عادات وتقاليد مشتركة ، مما يولد لنا التساؤل ما هي الثقافة السائدة داخل المجتمع الجامعي هل هي ثقافة المعرفة أم ثقافة العادات والتقاليد أو الاثنين معاً؟
إن من ضمن تلك الثقافات ثقافة السلوك، التي تعتبر من العوامل التي تساعد على رقي المجتمع الأكاديمي قبل أن يخرج الطالب إلى نطاق المهنية، خارج أسوار المؤسسات الجامعية، فالسلوك الذي يبرزه الجامعي أما سلوك إيجابي ينم عن دراية بما وصل إلية الطالب من معرفة وأما السلوك السلبي الذي يعكس قلة معرفته سوى باللوائح التنظيمية والأكاديمية، أو قلة وعيه الذي يعكس عن مستوى البيئة التي جاء منها وعدم الأخذ بعين الاعتبار قدسية الحرم الجامعي، أو تلك المؤسسة التي ينتمي إليها، فبعض الطالبة الجامعيين وللأسف الشديد لا يعي حجم المسؤولية ولا حجم الصرح العلمي الذي هو فيه، فتجده متذمر في كثير من الأحيان أو يصدر من بعضهم سلوكيات تنم عن اللامبالاة بتلك المرحلة.
أما ثقافة المعرفة وهي التي يٌعنى لها الكم الأكبر في خلق وبلورة معنى الثقافة بالمفهوم الصحيح، إن مفهوم الثقافة لدى الطالب الجامعي هو مدى معرفة الطالب بالمعلومات التي تنتمي لتخصصه، فالطالب المثقف أصبح هو الطالب الذي يمتلك القدر الأكبر من المعلومات في مجال تخصصه، فالمتتبع لتجمعات الطلاب الجامعيين في المنتديات الإلكترونية يجد إن هناك طلاب وصلوا إلى قدر كبير من الثقافة والمعرفة التي تستطيع أن تتحاور مع تلك العقول بشكل سهل ومفيد، بيد إن الشريحة الأكبر من الطلبة غير مباليين بالثقافة العامة ،حيث أصبح المنبع الأوحد لثقافة الطالب الجامعي هي المقررات الدراسية.!
الثقافة الأكاديمية أو ثقافة السياسة كما يسميها البعض، هي التي تحدد هوية الطالب الجامعي داخل الحرم الجامعي، حيث إن مدى معرفة الطالب باللوائح التنظيمية والقوانين التي تتبعها المؤسسة التي ينتمي إليها الطالب، وكيفية التعامل معها، وهنا أشير إلى أقرب مثال حيث تجد إن أكثر الطلبة وللأسف الشديد فقير من ناحية مدى معرفته بحساب المعدلات الفصلية والتراكمية، حيث أصبح هم البعض النجاح في المقرر بغض النظر بالمعدل الذي حصل عليه..!
هنا يجب أن نسأل أنفسنا، عن ما هي المقومات التي تساعد على صناعة جيل من الطلبة الأكاديميين ذو ثقافة عالية؟ ، وعن الدور الذي تلعبه المؤسسات الأكاديمية في مساعدة الطلبة لتشكيل شخصية واعية مسئولة عن أفعالها، حيث إن المرحلة الجامعية هي الحد الفاصل بين الدارسة والمهنة، فتتشكل في تلك المرحلة شخصية الطالب، ليبدأ مرحلة الوظيفة والحياة المهنية، بعيداً عن ذلك كله يجب على الطالب الجامعي أن تتشكل هوية الثقافة الإسلامية في شخصيته، وأن تكون هي المنبع الذي توصله إلى كسب ثقافات ومعارف جديدة..حتى نصل إلى شخصية الإنسان المسلم المثقف العارف بالعادات والتقاليد، متطلع لأفق أوسع وأرحب، ساعي لخدمة لهذا الوطن الغالي...وفق الله الجميع..
رد مع اقتباس
المفضلات