رياض القطامين - اذا ما سألت الزائر الى العقبة عن المكان الذي سيقضي فيه اوقات فراغه فان الجواب سيأتيك سريعا في شارع الحمامات التونسية دون تردد فثمة عناصر جاذبة هناك قد لايجدها الزائر في غير هذا المكان.
لقد تحول شارع الحمامات التونسية على الشاطئ الاوسط لخليج العقبة في فترة بسيطة من عمر المدينة التي اعلنت منطقة اقتصادية خاصة الى ملتقى لكل من ينشد المتعة ويبحث عن الهدوء اذ اصبح هذا الشارع جزءا من منتج سياحي اردني يغذيه ما حوله من موجودات سياحية تميزت بها مدينة العقبة ليس اخرها دفء المناخ ومتعة التسوق.
دفع موقع هذا الشارع به لان يكون اكثر تميزا من اي جزء آخر من المدينة فالجالس فيه يجمع بين خرير شلال مياه ورائحة ورود يتزعمها ( المنثور ) وبين مذاق شربة ماء قادمة من حوض الديسي المعروف غلفها جحر اصم اخذ شكلا هندسيا رائعا يوحي للناظر بأنها ثلاجة ابدعتها يد فنان , الى جانب ما اضفته عليه شرفات الفنادق التي تحيط به , وما قدمته محلات العصائر والاكلات السريعة مما يحتاجه رواد شارع الحمامات التونسية من رونق اضافي.
وقد زاد مشهد الشارع جمالا الروعة في التصميم والتي جمعت مسرحا على الطرف الجنوبي فيما احتضن الطرف الشمالي اماكن لجلسات تستحق ان يطلق عليها جلسات خاصة.
انواع من الورود متعددة لاتحب العيش في الصحراء لكنها نمت وزهت في شارع الحمامات التونسية حتى تداخلت الوانها فحاطت بجنبات الشارع من كل صوب واضفت عليه لمسة جمال وكأنه حديقة غناء.
الناظر الى هذا الشارع في ساعات المساء لايملك الا ان يتوقف ويتأمل , فهنا مجموعة اطفال تلهو بأمن وأمان وهناك صبيّة تلتقط صورة تذكارية الى جانب زهرة (المنثور والجوري) وفي المقابل أسرة تلتف حول طاولة حجرية اقتطعت من ذات الطبغرافيا تتجاذب اطراف الحديث وعلى الجانب الآخر مجموعة من الشباب يتحاورون حيال قضايا الساعة ,نبض حيوي وحراك هادئ ينسي الزائر كل شيء حتى ضجيج السيارات التي تحيط بالشارع وكأنها السيل من كل جهة لان الاهتمام ينصب الى ما بالداخل.
اضحى شارع الحمامات التونسية مركز جذب سياحي وتجاري, يمكّن أي زائر من الحلم وقضاء عطلة مغايرة للسائد والمألوف دون سأم او ملل حتى ان المغادر للشارع يتخذ قرار العودة قبل الخروج فثمة عوامل تجذبه ثانية. وفي هذا الشارع ( الحديقة ) السياحي يمكن للزائر والمتسوق معا ان يأكل ويلهو ويخلد الى راحة الجلوس والاستجمام الطبيعي فالاسواق والفنادق والمطاعم والفناءات وشقق سكنية مفروشة كلها في ذات المحيط يتقدمها صوت الأذان الصاعد من مسجدي الشريف الحسين بن علي على ذات الشاطئ جنوبا ومسجد ابو داوود شمالا.
شارع الحمامات النائم في حضن البحر قصير وقديم في تنظيمه لكنه حديث في طرازه يجمع في ردهاته كل الاطياف السياسية والاقتصادية والاجتماعية ومن مختلف الفئات العمرية يلبي جميع الاذواق.
حكايات كثيرة ومشاريع كبيرة تطبخ كلها في شارع الحمامات التونسية الذي يشكل القلب النابض للمدينة سوقا وفكرا ومعرفة ليبرز بمميزات اولها توسط الشارع في مركزالمدينة وقربه من البحر فهو لايبعد عنه سوى امتار الى جانب طراز معماري هندسي فريد اتشح به هذا الجزء من المدينة ليصبح درة ساحرة ومثيرة ابدعته اياد اردنية متألقة كما هي الورود من حولها.
المفضلات