مشــوار السـت روحيــة مع مهنة الجزارة
كتب : مصطفي فؤاد:رحلة كفاح وعناء ومشوار طويل من أجل الحياة وتربية أبناء زوجها, امرأة نادرة الوجود, تشق طريقها الصعب مع مهنة تحتاج لقدرة عضلية ولكنها تفوقت في مهنتها ونجحت في تربية أبناء زوجها.
هذه قصة نسجلها لتكون القدوة والمثل في مواجهة أعباء الحياة.. تلك هي قصة الست روحية أم حسن الجزارة الشهيرة بالحلابية.
روحية ابراهيم عبد العزيز(65 سنة) أرملة, من قرية الحلابية مركز بني سويف تزوجت من جزار بقرية بني بخيت بنفس المركز وكان عمرها71 سنة بعد أن مرضت زوجته الأولي, قبلت الزواج منه علي الرغم من أنه كان لديه3 بنات من الزوجة الأولي, واستمر الزواج7 سنوات إلي أن لقي الزوج مصرعه في حادث تصادم أليم, وكان قد أنجب منها ولدا وبنتا( حسن4 سنوات وسلوي سنتين) وكانت حاملا في شهرها الأخير بطفل جاء بعد وفاة والده بـ51 يوما فقط, ورأت إحدي سيدات القرية في المنام أن زوج روحية( محمد الفخراني) يقول لها إن روحية ستنجب ولدا اسمه محمد, وبالفعل جاء المولود وأطلقوا عليه محمد, بعد أن مات الزوج وترك للزوجة المكلومة6 أبناء3 أشقاء و3 من الأب, ولكنها كانت تعتز بالبنات وتهتم بهن وبتربيتهن لأن أي شيء يشوبهن سيكون عارا عليها وعلي الأسرة جميعا علي حد قولها.
ورفضت روحية الزواج رغم العروض والإغراءات, ورغم صغر سنها(42 سنة), ولكن يوما بعد يوم بدأت الصعوبات المادية تواجه الأسرة خاصة بعد دخول الأبناء المدارس وهروب المدينين من تسديد الديون وإنكارهم لها, فاضطرتها الظروف لفتح محل الجزارة والاعتماد علي العملاء القدامي, وبدأت ببيع5 كيلو جرامات لحمة وكان الكيلو بـ051 قرشا, وكان مكسبها حينئذ05 قرشا علي الكمية ككل, ثم تدرجت في الزيادة.
وكانت تسهر بمدينة بني سويف لتأخذ حصتها من الجزارين في( الذبيحة) حتي الساعات الأولي من الصباح, وكان الجميع يحترمها ويقف بجانبها لأنها كانت زوجة زميل لهم, وعن أهم الصعوبات التي واجهتها تقول روحية إن القرية( بني بخيت) كانت مظلمة, ولم تكن الكهرباء دخلتها بعد, فكانت تعود في ساعات متأخرة من الليل, والأبناء الصغار بالمنزل, وعلي الرغم من جرأتها إلا أنها كانت تخاف الليل علي نفسها وعلي أولادها خاصة من اللصوص الذين قد يعتقدون أن معها مالا وفيرا, وتقول روحية طوال51 سنة لم تر عيني النوم بالليل, وأولادي وبناتي نائمون, كنت اسهر أدعو الله بالستر وأن أري الأبناء كبارا) متزوجين, وبالفعل لم يهنأ لي بال ولم يغمض لي جفن إلا بعد أن زوجتهم جميعا, وكان آخرهم محمد في العام الماضي, ولسمعتي الطيبة كانت المصالح الحكومية تتعاقد مع الجزارين فتعاقدت معي3 مصالح هي( السكة الحديد, التليفونات والضرائب العامة) ففرج الله عني ماكنت فيه من كرب, وأكرمني بأبنائي.
ومن المصادفات العجيبة في حياتها أن أحد المدينين لزوجها منذ الثمانينيات بمبلغ09 جنيها, ضميره استيقظ وأرسل لها المبلغ في ظرف مغلق دون ذكر أسمه, وشرح لها أنه دين, وطلب منها أن تسامحه.
وعن أهم أدوار الأمومة التي تأثرت بها روحية في المسلسلات والأفلام قالت عفاف شعيب في الشهد والدموع, وابتسمت قائلة: ونبيلة عبيد في المرأة والساطور لدفاعها عن ابنتها وتفضيلها علي زوجها.
وحاليا لم يعد لروحية أو أم حسن كما يناديها الناس املا في الحياة سوي الحج لأداء هذه الفريضة المهمة, ولتشعر أنها اكملت رسالتها وواجبها الديني والدنيوي.> بني سويف ـ من
المفضلات