أنا والقمر - أميمة الناصر
أميمة الناصر
كل مساء يزورنا.
يطلّ علينا من سمائه العالية.
بابتسامته الفضية، وتحيته المسائية الرقيقة.
يحدق فينا بعيونه الكبيرة والجميلة.
يرسل خيوطه الفضية، فتغفو فوق أسطح البيوت.
وعلى رؤوس الأشجار تدخل الأزقة، وتنساب على الأرصفة.
خيوط ''مشغولة'' بالحب والسهر والحكايات.
ورغم ظهوره البهي كل ليلة، الا أننا نادرا ما نلتفت اليه.
ربما لأننا نكون في بيوتنا، أو بيوت أقربائنا وأصدقائنا.
وربما لأننا لا نرفع ناظرينا اليه، وهو في سمائه العالية.
ايه أيها القمر!.
ذات ليلة قررت العائلة أن تسهر على سطح المنزل.
جلسنا حول الطاولة نشرب الشاي، ونأكل الحلوى.
لاحت مني التفاتة اليه. لم أصدق عيني.
يا الله! كم كان جميلا!.
كان يتوسد برقة صفحة السماء السوداء.
غمز لي بعينه، وابتسم بدلال.
غمرني فرح خلتني أطير.. دعوته ليسهر معنا.
من ليلتها صرنا أصدقاء.
كل ليلة أحدق فيه.. أحكي معه من دون كلمات.
واخبىء في عينيه الجميلتين كومة حكايا.
وحين ألعب الكرة مع أصدقائي، أدعوه ليشاركنا اللعب، وأرمي الكرة في حضنه.
المفضلات