بحث الرئيس حسنى مبارك مع نظيره الفلسطينى محمود عباس، تطورات عملية السلام، والقضايا ذات الاهتمام المشترك، خلال لقائهما صباح أمس، قبل عدة ساعات من بدء اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية على المستوى الوزارى، الذى بدأ أثناء مثول الجريدة للطبع مساء أمس، لبحث مصير عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وكان من المفترض أن يحضر اللقاء مساعد وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط «جيفرى فلتمان»، يتبعه لقاء آخر مع أحمد أبوالغيط وزير الخارجية، لكن تم إلغاء الزيارة والمؤتمر الصحفى لـ«فلتمان» بمقر السفارة بعد إغلاق مطار صنعاء اليمنى بسبب سوء الأحوال الجوية.
وانتقد مصدر دبلوماسى عربى، عدم قدرة العرب على اتخاذ موقف قوى فى مواجهة التعنت الإسرائيلى، مشيراً إلى أن هناك توجهاً لأن يتم تكليف كل من: عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، وحمد بن جاسم، رئيس لجنة المبادرة، بوضع تصور حول طبيعة التحرك العربى فى الفترة المقبلة، مؤكداً رفض العرب لأى طرح أمريكى يقضى باستئناف المفاوضات فى ظل الوضع الراهن.
إلى هذا، أطلع «أبومازن»، الرئيس مبارك، خلال اللقاء الذى انتهى دون الإدلاء بتصريحات للصحفيين، على نتائج لقائه مع المبعوث الأمريكى لعملية السلام السيناتور جورج ميتشل فى رام الله، أمس الأول، والأفكار التى تلقتها القيادة الفلسطينية من واشنطن بشأن عملية السلام.
كما تناولت الجلسة الخطوات التى ستتخذها السلطة الوطنية الفلسطينية فى الفترة المقبلة، فى ظل عدم التزام إسرائيل بوقف الاستيطان وإجراءات تهويدها لمدينة القدس المحتلة، بالإضافة إلى الجهود التى تبذلها مصر لدفع عملية السلام والمواقف المصرية المؤيدة للموقف الفلسطينى فى سبيل تحقيق حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية.
وأكد مصدر دبلوماسى عربى لـ«المصرى اليوم»، قبيل عقد اجتماع لجنة المبادر العربية، أنه لم يتم الاتفاق على رؤية عربية موحدة حتى الآن، حول طبيعة التحرك فى الفترة المقبلة، سواء من خلال العودة بالملف للأمم المتحدة، أو إعلان قيام الدولة الفلسطينية من مجلس الأمن الدولى، مشيراً إلى أن المشاورات مازالت مستمرة حتى الآن.
من جهته، أكد المصدر أن هناك حالة من الاختلاف العربى وعدم القدرة على اتخاذ موقف، فى ظل عدم وجود أوراق قوية للضغط لدى الجانب العربى، سواء ضد الحكومة الإسرائيلية أو الإدارة الأمريكية، وقال المصدر: إن هناك توجهاً بأن تخرج اللجنة بقرار تكلف فيه كلاً من عمرو موسى، الأمين العام للجامعة العربية، ورئيس اللجنة رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم، بوضع تصور لطريقة التحرك فى الفترة المقبلة.
وأكد المصدر، فى ذات الوقت، أن هناك إجماعاً عربياً على رفض ما طرحته الولايات المتحدة حتى الآن، سواء ما يتعلق باستئناف المفاوضات غير المباشرة أو المفاوضات الموازية، مشيراً إلى أنه لا توجد إمكانية لقول ذلك، خاصة فى ظل الغضب الشديد الذى يجتاح الشارع العربى.
من جانبه، شدد المتحدث الرسمى باسم الخارجية السفير حسام زكى، على أن مصر «تدعم الموقف الفلسطينى بشكل تام، بشأن ضرورة وقف الاستيطان، وتحديد مرجعية واضحة لعملية السلام».
وقال زكى، فى تصريح له أمس: «نواجه موقفاً صعباً، فالجهد الأمريكى الذى تم العمل به خلال الفترة الماضية فشل، ولم يصل إلى شىء.
المفضلات