دشن في العاصمة القطرية الدوحة المتحف العربي للفن الحديث برعاية أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وحرمه الشيخة موزة بنت ناصر المسند وحضور زعماء وسياسيين ودبلوماسيين وقادة مؤسسات ثقافية بارزة وما يزيد على ثمانين فنانا من مختلف أنحاء العالم.
ودشن الافتتاح بحفل حضره ملك ماليزيا الواثق بالله تنكو ميزان زين العابدين وحرمه الملكة نور زهيرة، إضافة إلى وزراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية لدى قطر، ورؤساء المتاحف والعلماء من جميع أرجاء العالم.
وتضمنت مراسم التدشين برنامجا ترفيهيا حيا وعروضا موسيقية، وفي مقدمتها "بطاقة الهوية" لياسين السلمان التي سلطت الضوء على الفكرة الرئيسية للافتتاح المتمثلة في انبعاث الفن العربي من الشرق والغرب.
وتم افتتاح مبنى المتحف الجديد الممتد على مساحة 5500 متر مربع تحت عنوان "سجّل: قرن من الفن الحديث" استلهاما لقصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش. ويحوي المبنى 12 قاعة تعرض فيها لوحات لعشرة مواضيع.
وهذا المعرض الأول في سلسلة متواصلة من المعارض التي من شأنها أن تجري مسحا شاملا لمجموعة المتحف البالغة أكثر من 6000 عمل فني يمثل الاتجاهات والمواقع الرئيسية لإنتاج الفن العربي الحديث والمعاصر، والتي تمتد من 1840 حتى الوقت الحاضر.
الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني (رويترز)
جهد عقدين
ويبرز معرض "سجل" لوحات ومنحوتات فنية لأكثر من 100 فنان، التي تمثل لحظات محورية في تطوير الحداثة العربية خلال القرن العشرين، كما يقدم المتحف معرضين افتتاحيين إضافيين على أرضية متحف الفن الإسلامي التابع لهيئة متاحف قطر بعنوان "مداخلات.. محكي.. ومخفي.. معاد" الذي سيستمر حتى مايو/أيار 2011.
ويعتبر المتحف نتاج أكثر من عقدين من العمل الذي بذله نائب رئيس مجلس أمناء هيئة متاحف قطر الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني. وقد تم تبني المجموعة أصلا بواسطة مؤسسة قطر التي قامت بصيانتها لمدة أربعة أعوام قبل أن تتخذ هيئة متاحف قطر المتحف مشروعا بالشراكة مع مؤسسة قطر.
وصرحت رئيسة مجلس أمناء هيئة متاحف قطر الشيخة المياسة بنت حمد بن خليفة آل ثاني قائلة "بافتتاح متحف، نحن نجعل قطر مكانا جديرا بمشاهدة واكتشاف ومناقشة إبداعات الفنانين العرب من الحقبة المعاصرة ومن زمننا الحالي".
وأضافت "إننا فخورون بأن قطر ماضية في كشف هذه الإنجازات الفنية بعمق وإسهاب غير مسبوق، تماما كما قدم متحف الفن الإسلامي وجهات نظر جديدة وواسعة عن تراثنا الذي يعود لقرون مضت".
معرفة وإبداع
من جهته قال الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني "إننا نرحب بكل حرارة بالأفراد من بلدنا ومنطقتنا ونرحب بالزوار من كافة أنحاء العالم في هذا المركز من المعرفة والإبداع لطالما انتظرناه".
أقدم لوحة في المعرض تعود إلى 1847
وهي للفنان علي زرعة (الجزيرة نت)
وأضاف أن "المقتنين والقيمين يميلون بشكل متزايد إلى أعمال الفنانين العرب المعاصرين، الأمر الذي يعد تطورا نرحب به كثيرا. إلا أن الأنشطة الفنية الحالية يمكن أن تزدهر حقا إذا تم ربطها بشكل هادف مع التاريخ الهام الذي يقف وراء هذه الإنجازات. ويعمق المتحف الحديث عن الفن العربي ويساعد في تقدم إبداع الوطن العربي".
ومن جهته اعتبر المدير التنفيذي لهيئة متاحف قطر عبد الله النجار أن متحف الفن العربي يسهم في "بناء فهم عبر الحدود والترحيب بالعالم في الدوحة". كما وصف مدير هيئة متاحف قطر روجر ماندل هذه التجربة بأنها "مبنية على الحوار والتفاعل".
يذكر أن المتحف العربي للفن الحديث قد تم تأسيسه من قبل هيئة متاحف قطر بالاشتراك مع مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع. ويقع المتحف في بناية بالمدينة التعليمية في الدوحة، وكان المبنى في السابق مدرسة قديمة واستطاع المهندس المعماري الفرنسي جان فرنسوا بودان تحويلها إلى هيئتها الحالية.
المصدر: الجزيرة+القطرية
المفضلات