عمان ـ 'القدس العربي'لا يمكن اعتبار تسريبات ويكيليكس كلها ضارة بالحكومات العربية فقد ساهمت في تقارب نادر جدا خلال الساعات الـ 48 الماضية بين عمان وطهران، لم يكن ليحصل وفقا للمراقبين لولا الوثائق المسربة التي تظهر فرقا كبيرا في الموقف من الملف الايراني ما بين الحكومة الاردنية ونظيراتها العربية وتحديدا المصرية والسعودية.
وحصة الاردن حتى الآن من وثائق ويكيليكس انحسرت عمليا بورقتين الاولى تتحدث عن الموقف الاردني من الضربة العسكرية لايران، والثانية تتحدث عن انطباعات بعد مباراة بين فريقي الفيصلي والوحدات.
بالحالتين تأثرت عمان، فقد نقلت التسريبات عن الموقف الاردني معارضته الشديدة لاي عمل عسكري ضد ايران وتحذيره من ان ذلك سيقود لتعقيدات كبيرة تطال الجميع في المنطقة.
طهران فيما يبدو، لم تفوت الفرصة فسارعت لارسال مبعوث رفيع المستوى للقصر الملكي الاردني هو رحيم مشائي المدير الخاص لمكتب الرئيس الايراني احمدي نجادي، وهو عمليا اول مسؤول ابراني بارز يزور عمان منذ سنوات طويلة جدا.
مشائي استقبل بحفاوة بمكتب الملك عبد الله الثاني ورتبت معه جولة مباحثات رسمية وكانت المفاجأة بتبادل حديث ايجابي بينه وبين العاهل الاردني عبد الله الثاني حسب بعض المصادر.
المفاجأة الاهم احضرها معه مشائي وهي دعوة شخصية ورسمية للملك الاردني لزيارة طهران من الرئيس نجاد، وهي اول دعوة من نوعها بين بلدين ربطتهما دوما خلافات سياسية جذرية وعلاقات باردة للغاية.
وعمان ردت على الخطوة الانفتاحية بأفضل منها فقد نقلت وكالة الانباء الرسمية بترا عن الملك ترحيبه بعقد قمة اردنية - ايرانية ستكون لو حصلت قريبا نادرة جدا، والمثير ان الملك رحب بالقمة سواء اعقدت في عمان او طهران، مما يعني ضمنيا قبول الدعوة والاستعداد لتوجيه مثلها.
هذا التسارع الهائل في التواصل بين البلدين برأي المراقبين، لم يكن ليحصل لولا الوقائع التي سربتها ويكيليكس عن تحذيرات عمان في اللقاءات المغلقة من ضرب ايران، ومن الواضح انه تواصل يحاول احتواء تردي العلاقات وتدهورها منذ اقترحت عمان التحذير من الهلال الشيعي، خصوصا وان السفير الاردني في طهران الشيخ نوح القضاة قضى سنوات في ايران وهو يحاول كشخصية دينية ابقاء مستوى التوتر الدبلوماسي والسياسي عند مستواه القائم ومنع اي تدهور اضافي.
وهناك ثمة فضيلة اضافية، فمستوى الاهتمام السياسي والاعلامي الذي تعيشه البلاد لليوم الرابع على التوالي بقصة الوحدة الوطنية بعد الاحداث الاخيرة اثر مباراة الفيصلي والوحدات يمكن ايضا رده لتسريبات ويكيليكس، وفقا للمحلل والحقوقي نضال منصور، الذي قرأ كغيره الوثيقة الثانية التي تخص الاردن بالتسريبات وتتمثل في انطباعات السفير الامريكي قبل سنوات عن مباراة بين نفس الفريقين.
بسام بداريين.... القدس العربي
~~~~~
الخبر فعلا يدعو للتأمل hgg
المفضلات