شاهد على ما حدث
قبل يوم
شاهد على ما حدث
لا أريد الحديث من زاوية المراقب ولكني سأتحدث من زاوية الشاهد.. فقد كنت في استاد الملك عبدالله أمس وحضرت المباراة وشاهدت كل ما حدث والشهادة الحقيقية تقتضي مني القول ان هذه المباراة كانت نظيفة في اللعب والتشجيع ولم يحدث أي احتكاك او تماسٍ ما بين جمهور الوحدات وجمهور الفيصلي.
قبل ان تنتهي المباراة بدقائق كانت الاغلبية الساحقة من جمهور الفيصلي قد غادرت الملعب، وجماهير الوحدات كانت تحتفل بفوز فريقها.. وأظن ان خطأ قد وقع كلف جماهير الوحدات اصابات.. وأجزم ان هذا الخطأ يستحق المراجعة والتحقيق، فانا لا أقبل ان يخدش احد في مباراة سادها الجوّ الودي والروح الرياضية وللعلم حين انهار السياج كان جمهور الفيصلي قد غادر الملعب ولم يبق أحدّ منه.
ولكن لا أحد يتحدث باسم الجمهور ولا يستطيع احد ان يسلخ جماهير الكرة الاردنية من انتمائها ومن وطنيتها ولا يحق لاي كائن بشري.. ان يؤسس لنظرية المجزرة والمؤامرة..
وانا لا افهم مجزرة ضدّ منّ ضد ابناء الوطن.
نادي الوحدات ليس ممراً لتسديد فواتير الإخفاق.. وهو ليس مكاناً لتحميل الرياضة الاردنية مسارات غير مساراتها.. هو نادٍ عريق يؤسس للوحدة.. وحين يلعب باسم الاردن في المحافل العربية والآسيوية يحمل افراده علم الوطن على أكتافهم واجزم ان ولاءهم وانتماءهم هو ولاء أصيل وانتماء كبير.. ولن نسمح لاي احد ان يمس او يعكر صفو مسيرة هذا النادي العملاق.
الغريب ان بعض وسائل الاعلام تتحدث عن هتافات.. والمشكلة انني كنت في الحدث في قلب الحدث وشاهدت المباراة كلها ولم اسمع أي هتاف خارجة عن المسار ولم يحدث أي احتكاك ولم تخرج المباراة في أي لحظة عن هدوئها.
الاردن اكبر من مراحل الإخفاق الشخصية ونادي الوحدات رصيد رياضي من الانجاز للشعب والوطن.. ولن يكون مساره غير ذلك وجماهيره هي من صلبنا من نسيجنا الاجتماعي وما يمسهم يمسنا جميعا.. وليكن التحقيق الرسمي شاملا.. لا يقف عند الاخطاء التي ارتكبت في الميدان بل يطال التصريحات التي خرجت.. فالكفر بعينه هو ايقاظ الفتنة النائمة.. والكفر بعينه هو ان تقسّم وطنا نحن فيه شعب واحد وهم واحد وجوع واحد.
كلنا تعاطفنا مع الوحدات وlh زلنا وحمى الله جمهورهم من كل مكروه.
مقال للكاتب الرائع والشاهد على ما حدث
عبد الهادي راجي المجالي
المفضلات