عمون _
نربأ بالفلسطينيين عموما ، وأبناء مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ، أن يكونوا كقافلة الجمال المتعبة التي يقودها حمار أعزكم الله ، فالجمال حملت على ظهورها الظلم والتعب والبؤس والشقاء والثورة والهزيمة والانتظار الطويل علّ هذه الكذبة الكبيرة التي يسمونها حق العودة أن تتحقق ، بعد أن خانتهم القيادات والزعامات السياسية ، وغررت بهم المليشيات التي وجدت نفسها يوما تحمل " الكلاشنكوف " فظنت أنها تستطيع أن تنقلب على السلطة وأن تحكم الشعوب وتتحكم بمصائر الناس ، وتفرض الآتاوات والخاوات وتقطع الطريق ، وتنكل بمعارضيها وبالأبرياء وبرواد المساجد ، أو بمن يعتقد بفكر آخر ، ثم في كل مكان حلت به وقعت فتنة انتهت بتصفيات عسكرية .
ما حدث قبل يومين في " ملعب " لمباراة الفيصلي والوحدات مرفوض رفضا تاما ، من كلا الطرفين ، فقوات الدرك ومعاملة أفراده الخشنة جدا ، وتعاملهم الشخصي الفج مع المدنيين بات مشهدا مقلقا ، وكتبت عنه أكثر من مرة ، وغضبت قيادة جهازه السابقة ، وتلقيت تحذيرا بعدها ، ولم أذكر ذلك ، فلست من الشكائين ، ولهذا فيجب أن يتم وضع حد للتدخلات غير المبررة للجهاز الذي نحترم ونقدر جهوده ، فليس من المعقول ان يتم التدخل في أي مشاجرة أو تتحول وظيفته الى " حراس ملاعب " ، فالغاية أسمى وظروف الناس تعيسه بائسة .
أما جمهور الوحدات فآن لهم أن يقفوا وقفة الحق والرجولة ، فإذا كانوا يعتبرون النادي رمزا للنكبة والنكسة واللجوء ، فعليهم أن يختاروا دائما من يلبي طموحاتهم ويحقق آمالهم ، ويجمعهم مع مجتمعهم لا أن يفقرهم ، ويزرع الشحناء والبغضاء والتعصب الأعمى والكراهية في نفوس الشباب الذين نريدهم أن يكونوا في موقفين إما ذخرا للوطن ، وإما أبطالا لمعركة الخلاص من العدو المحتل والمغتصب لفلسطين التي رحل عنها من كان أعظم شرف له لو أنه مات تحت جنازير دبابات الاسرائيليين الذين جاؤوا من كل أصقاع الدنيا ليقسموا الولاء لـ " دولة إسرائيل " ، أما أن يبقوا يناكفون بعضهم بعضا ، ويتعصبون عصبة الجاهلية الأولى ، ويقودهم فكر تجار السياسة وسكان القصور الذين لا يتورعون من الاعلان عن قدرتهم على شراء ما يريدون ، حتى ضمائر الناس ، فتلك سقطة مشينة لا يفعلها أخواننا جمهور الوحدات .
عندما كان الأخ والصديق رياض عبدالكريم إبن المخيم وابن الاردن ،رئيسا لنادي الوحدات ، فإن النادي والجمهور كان يعيش عصرا ذهبيا وكان يثبت أنه شريك أصيل في النسيج الوطني ، ومسيراته في الملمات والمناسبات لا تقلّ عن مسيراته وتظاهراته من أجل فلسطين والقدس ، لأن إدارته منه وإليه ، وحينما انتخب " أبو محمد " كان ملبيا لطموحات سكان المخيم وهو الأعرف بظروفهم ، وعلى الرغم من تقلص عدد سكان المخيم اليوم الى أقل من ربع السكان الأصليين ، فإن خطر الانقسام واضح لا ينكره عاقل ، و الانقسام سياسي بالضرورة ، ليس على الصعيد المحلي ولكن حتى تجاه القضية الفلسطينية والولاءات للجبهات الداخلية في الضفة وقطاع غزة ، وهذا مرده لسبب واحد ، لم يعد هناك إدارة عامة للمخيم ولا قيادة للنادي الذي أصبح هيكلا سياسيا للمجتمع المتناقض ، من أهل الرأي الرشيد والقول السديد ، وأصبح كل من امتلك المال يعتقد أنه امتلك الرجال ، فإن كان هذا هو الحال فليقل لي عاقل : الى أين المآل ؟
لن اتحدث عن جمهور الفيصلي فالحال لا يسر أيضا ، و كل يغني على ليلاه ، و حالة الاستعداء لا تتجه لطرف دون آخر ، فالمجتمع أصبح متشنجا ، والشباب تحول الى حاقد بالفكرة ، والتراجع الفكري والاخلاق العامة تردت ، تبعا لسوء التربية والتخلي عن مكارم الأخلاق وحسن المعاملة ، وتدهور القيمة الحقيقية لمعنى أن يكون لك وطن وان تمتاز بالانتماء للوطن والمجتمع ، والولاء للدولة والنظام ، وهذا ما تتحمل الحكومات والنظام السياسي وغياب العدالة أسبابه .
ساتحدث عن " طارق خوري " ، الذي أخرج القضية عن سياقها ، وزجها في بوتقة السياسة ، فإن كان يظن نفسه بطلا فهو مخطىء ، ويستطيع راعٍ للبقر أن يقف بين الجماهير ليشتم ، ويدغدغ إبليس النائم في كل منا ، فيوقظ الشياطين في عقول الشباب ، ليصرخوا ويهتفوا ويحملوا " راعي البقر " فوق أكتافهم ، ألم تر كيف قوبل الجنود الأمريكيون المحتلون للعراق بالورود من قبل الرعاع والأغبياء في جنوب العاصمة العربية بغداد يوم وصول الدبابة الأولى لها ، ولو بحثنا فيما بعد عن المرأة التي كانت ترقص أمام الدبابة وتنثر الأزهار عليها ، فلا أشك أنها تنعى ابنا لها قتله من استقبلتهم بالورد ، أو أنها اشتركت في عملية ضد قوات الاحتلال فيما بعد ندما على ما فعلت .
لا تلعب على العواطف الشيطانية ، ولا تحاول أن تكون زعيما بين آلاف البؤساء ، فقبلك حاول جبريل الرجوب الذي كان " رئيسا لجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني " وكان يناكف الرئيس ياسر عرفات ، لأن رواتب مرتباته لا ينتظر ان تصرف له من السلطة الوطنية ، ثم ترك ثلة من الشرفاء المعتقلين لديه هناك لقوات الاحتلال الصهيوني حينما اقتحموا مقره بعدما ولى هاربا ، واليوم عاد " لكرة القدم " ليحقق زعامة فاشلة جديدة .
قبلك كثيرون حاولوا بشتى الطرق أن يصنعوا من أنفسهم أبطالا ، ولكن لا يمكن للسيجارة أن تصبح إصبع " ديناميت " يفجر دبابة محتل لا في فلسطين ، ولا في العراق التي أثخنت القوات الغازية جراح أهلها ، وقتلت نصف مليون إنسان هناك ، ولطخت دماء النساء والأطفال والأبرياء أيدي وضمائر وجيوب الخونة والعملاء .
قوات الدرك تعاملت في أكثر من موقعة بأعنف مما رأينا في استاد الملك عبدالله بالقويسمة ، ولم ينتفض أحد أو يهدد ، فإن استخدموا الهروات في الملعب ، فإن الناس لم تكد تنسى ما جرى في السلط ، وما واجهت قوات الدرك هناك من فوضى تسبب بها خارجون عن أخلاق أهل السلط الشماء التي لم تنكص يوما عن إخاءها لنابلس ، وقذائق الغاز المسيل للدموع دخل بعضها المنازل ، ولم تخرج علينا الفضائيات للتحدث عن الأزمة السياسية بين أبناء المجتمع أو عن الظروف الاقتصادية والاجتماعية المتردية لشعب المحافظات ، و لم يخرج " زعيم سلطي " ليقول إن دماء الضحايا لن يذهب هدرا ، ولم نفهم أن هناك " مجزرة " ، على الرغم من الترويع الذي حصل وتسبب به أطراف عدة كان الدرك واحدا منها ، وما فعل ذلك إلا لأن " الشباب ما شاء الله عليهم " يعتدون دائما على المرافق العامة ويحطمون ممتلكات الناس .
على الحكومة وأجهزة الدولة التي تجلس على مقاعد المشاهدين بصمت أن تتحرك لقطع الألسن التي تحرض على تقويض النظام السياسي في الأردن ، ففي هذا العالم الكبير بثرواته وقواته ، لم نعد نملك سوى هذا الأردن الذي لم يقم تجار السياسة يوما بقيادة حملة لزراعة الأشجار فيه ، ولا لإصلاح بيوت المخيمات فيه ، ولا للتبرع لجامعة فيه ، ولا للكشف عن مصادر أموالهم وتمويلهم فيه ، لم يبق لنا سوى هذا الوطن ، فإما أن نؤكد على أننا له جميعا ونحن من نحميه ، وإما أن نتفق على ان تجار السياسة من جميع الفئات والطبقات قد اشتروه بأموالهم وعلاقاتهم ، فلنبع ما تبقى لنا من ولاء وانتماء فيه ، و لنبن مخيمات جديدة لنا على حدود الحلم ، وليهنأ به الأغنياء والأدعياء ، وتجار الحروب والضمائر والضاربون على دفوف الفتنة والفرقة .
ختاما ، الشرف يستوجب أن تكون فارسا حتى في مخاصمتك للآخرين ، ولكن اللصوص لا يتقاسمون سرقاتهم مع ضحاياهم ، حتى لصوص الوطنيات والسياسة ، فعلى كل فئة أن تحذر من سماسرة المواقف ، فقد أصبحت كثير من المواقف سلما يتسلق عليه الأدعياء ليدوسوا بأحذيتهم رؤوس المغفلين الذين لن تطال أيديهم " لا عنب الشام ولا بلح اليمن " ، وسنبقى نحن أهل الشعارات والأحلام الكاذبة والمناكفات الرخيصة ممن لا حول لنا ولا قوة " كأذناب البقر لا مع الجلد المسلوخ ولا مع اللحم المطبوخ " ، فلتصحوا جماهير " الفيصلي " من غفوتها ، ولتتنبه جماهير " الوحدات " الى من يرجها للضلال ، وليتذكروا أن العدو واحد ، والزلزال لا يفرق بين رياضي وكسيح ولا قصر في دابوق أو مسكن في المخيم .
حفظ الله الوطن من شرور اللصوص والحاقدين ، والحمد لله على نعمة المطر
~~~~
اللهم آمين ،
هلأ سمعت انو بعمّان ثلج انحرق قلبي كيف الشتا زار عمان وانا بعيده
بس حمدت الله الف الحمد لله انو اهلنا ربنا نزل عليهم الخير يا رب زيد وبارك
بحكولي في ثلج فعلا اللهم زد وبارك وارزقنا نشوفه من جديد بين اهلنا :cz:
بالنسبه للمقال اعلاه
فيه كتير عقلانيه
وانصاف
وجهد للموضوعيه
فحبيت انقله تمروا عليه
رغم تحفظي على بعض الامور الا انها طبيعيه فنحن بشر اول عن آخر
المقال بشكل عام جميل جدا يستحق القراءه 00(
المفضلات