ها أنا أعود إليك من جديد بعد طول فراق
كنت صديقي الوحيد ..
أمسك بك واشكو همي وحزني وألمي
كنت متنفسي ، تعبيري ، مشاعري ..
أهرب إليك من الغيوم السوداء التي تُحيط بيّ .
من الضباب الذي يحتويني ..
يكتنفني ..
ولكني مللتك ومللت بكاءك على صفحات الورق ..
مللت أحرفك السوداء ولونك الكئيب ..
مللت بوحي اليائس من خلالك ..
أصبحت بالنسبة ليّ مصدر كآبة لذلك قررت الهرب منك ..
هجرانك ..
وتركتك ترقد في ظلام مكتبي
في تلك البقعة المظلمة التي كنت ألقاك لأشكوك همي ..
ولكن منذ أن تركتك وأنا أعيش مع الحيرة واليأس ..
الضباب الكثيف يلفني ..
يخنقني ..
والغيوم تمطر فوق رأسي أشواكاً ..
تعاقبت عليّ اللحظات بحلوها ومرها ..
وهيجت فيّ المشاعر ..
أختلط بداخلي الإحساس ...
وعجزت عن البوح ..
عجزت عن التعبير عن فرحي وحزني .
لم يعد لدي من أبوح له (لم تعد لديّ أنت أيُها القلم) وها أنا أعود ثانية إلى ركني المظلم حيث تركتك ..
أنيره وأفتح أدراج مكتبي المغلق زمناً
أفتح الواحد تلو الآخر .
أُفتش عنك بين زحام أشيائي ..
وأخيراً أجدك ,
اغير لون حبرك ،
طبعا
لاتصدق كم أحس بالسعادة والأمان وأنت معيّ وبين أصابعي ..
الآن فقط أستطيع البوح ، فأنت سلاحي الذي أحارب بهِ قوى الخير والشر الذي تسكنني أو التي تأتي من خارج النفس ....
وأنت سفينتي التي تشق بيّ أمواج البحور رغم إختلاف حالات الجو...
نعم سأخط بك كل مشاعري ...
سأجل بك كل لحظات الألم والسعادة التي تمر بيّ ، وستكون دائماً معيّ صاحبي ونديمي وصديقي ، ستكون معيّ في لحظات إبداعي ، وفشلي ...
هربت من
أحرفك الكئيبة رغم أنني أنا من يمسك بك ليكتبها..
ولكن سأنسى كل ذلك ، وسأكتب بك من الآن كل ما يجيش في صدري ، وبكل ألألوان ..
وهاهو بوحي الأول من خلالك لك أنت بعد أن وجدتك ..
فهل تعذرني لهجراني ،
وتقبل بصديقك ..
المفضلات