وصل الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف اليوم الاثنين إلى العاصمة البولندية وارسو في زيارة تؤشر على تحسن العلاقات المضطربة منذ فترة طويلة بين البلدين.
ومن المنتظر أن يبحث ميدفيديف -خلال الزيارة التي تستغرق يومين- مع نظيره البولندي برونيسلاف كوموروفسكي مذبحة كاتين التي وقعت عام 1940 والتعاون في مجال الطاقة والدفاع الصاروخي.
وسيوقع الزعيمان عدة اتفاقيات في مجال مكافحة التلوث في بحر البلطيق والتعاون بين مكتبي المدعي العام في البلدين، إضافة إلى اتفاقيات بشأن التعاون في مجال الطاقة والتجارة والاستثمار.
كما سيعمل ميدفيديف وكوموروفسكي على تقييم نتائج التحقيق الذي أجري بشأن حادث الطائرة التي تحطمت في أبريل/نيسان الماضي وقتل فيها الرئيس البولندي السابق ليخ كاتشينسكي و95 مسؤولا كانوا في طريقهم لحضور مراسم إحياء ذكرى الآلاف من الضباط البولنديين الذين قتلهم رجال الشرطة السرية الروس في كاتين قرب مدينة سمولينسك بغرب روسيا.
واعترف مجلس النواب في البرلمان الروسي في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بأن المذبحة التي وقعت عام 1940 تعد جريمة يتحمل مسؤوليتها نظام الزعيم السوفياتي السابق جوزيف ستالين، ورحبت بولندا بهذه الخطوة.
وعلى الرغم من مشاركة ميدفيديف في جنازة كاتشينسكي في كراكوف فإن زيارته السياسية اليوم تعد الأولى لبولندا.
مباحثات إيجابية
وقال سيرجي بروخودكو مساعد ميدفيديف في وقت سابق إن نتائج المباحثات سوف تكون "إيجابية للغاية"، مضيفا أن الجانبين عازمان على تعزيز التوجهات الإيجابية الحالية في العلاقات الثنائية وتحسينها.
وكان الرئيس البولندي برونيسلاف كوموروفسكي قد صرح من جهته يوم الجمعة الماضي بأنه يعول على هذا الفصل في العلاقات بين بلاده وروسيا، معربا عن أمله أن تكون حلقة جديدة في التعاون وبدء المصالحة، لكنه استدرك قائلا "إن هذا لن يحدث مرة واحدة، وهناك مشوار طويل يتعين القيام به".
وتظهر نتائج استطلاع للرأي نشرت نتائجه قبيل زيارة ميدفيديف أن 93% من البولنديين يعتقدون أنه سيكون لها تأثير إيجابي على العلاقات البولندية الروسية. وقال 2% فقط إنهم يعتقدون أن ذلك سيضر العلاقة.
وقال المحلل السياسي في المعهد البولندي للشؤون الدولية إيجينيزيس سامولار إن الزيارة تعكس توجه روسيا لتحسين العلاقات مع الغرب، مشيرا إلى أن العلاقات الطويلة بين موسكو ووارسو -خلال الحقبة الشيوعية- كانت مصدر إزعاج للغرب، وأن الروس يريدون الآن تجاوز العقبات التي تحول دون إقامة علاقات جيدة مع الغرب وحلف شمال الأطلسي.
المصدر: وكالات
المفضلات