أعاد مهرجان دمشق المسرحي في دورته الـ15 طرح السؤال العريض بشأن دور المهرجانات في تفعيل المشهد المسرحي، في وقت اتفق عدد كبير من المسرحيين على عالمية الأزمة المسرحية رغم التباين في تحميل المسؤولية عن تردي الحال المسرحية لوسائل الإعلام وللمسرحيين أنفسهم.
واختتم المهرجان فعالياته أمس بعد نحو 8 أيام وتضمنت فعاليات الدورة 12 عرضا سوريا بالإضافة إلى 19 عرضا من 20 دولة عربية وأجنبية.
وقال المخرج هشام كفارنة إن أزمة المسرح ليست خاصة بسوريا ولا بالوطن العربي فقط. ورأى في تصريح للجزيرة نت أن الأزمة عالمية نتيجة للتقدم التكنولوجي وانتشار المحطات الفضائية.
وأضاف "هناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق المسرحيين من أجل البحث عن خصوصية هذا الفن والتفتيش عن أدوات تجعل من المستحيل أن يكون هناك تعويض للمتلقي إلا بذهابه للمسرح". ويحمل كفارنة وسائل الإعلام بعض المسؤولية في ما يعانيه المسرح.
وقال إن بعض الفضائيات ساهمت في بناء آلية التلقي لدى الجمهور من خلال التركيز على تقديم عروض مسرحية تعتمد التهريج والابتذال مكرسة في أذهان المتلقي أن هذه هي الصورة المثلى للعرض المسرحي. وشارك كفارنة في المهرجان بعرض "بيت بلا شرفات" تأليفا وإخراجا.
"حكاية بلا نهاية" أحد عروض مهرجان دمشق (الجزيرة نت)
ركود لا أزمة
أما الفنان يوسف المقبل فأكد أن المسرح يواجه ركودا وليس أزمة حقيقية، مضيفا أنه ركود يشمل الوطن العربي والعالم بأسره. وقال المقبل في حديث للجزيرة نت "إنْ جاز الحديث عن وجود أزمة فيجب تسميتها بأزمة مسرحيين، فالمسرح لا تزال أبوابه مفتوحة لكل من لديه مشروع".
وأوضح أن سبب تضخيم هذه المسألة يتعلق بالدراما التلفزيونية التي تدخل كل بيت كما تستقطب معظم الفنانين وخصوصا الشباب بحثا عن الشهرة السريعة. ويضيف أن المسرح يحتاج للحماسة والتطوع والتضحية بالمغريات التي يقدمها التلفزيون وعندها يعود المشاهد إلى المسرح.
تدني الأجور
بدوره يربط المخرج مأمون الخطيب بين أزمة المسرح والأجور البخسة الممنوحة للممثلين، داعيا إلى إعادة الألق للمسرح من خلال منح العاملين فيه أجورا لائقة.
وأكد الخطيب أهمية مهرجان دمشق من أجل إطلاع الجمهور على التجارب المسرحية العربية وتسويق الأعمال السورية خارج سوريا بحكم تواجد وفود من كل الدول العربية وبعض الأجنبية.
المصدر: الجزيرة
المفضلات