"ويكيليكس تضر الولايات المتحدة الأميركية لكن رفض الرئيس أوباما الاعتراف بالتهديدات التي تواجهنا يشكل خطرا أكبر"، هكذا استهل جون بولتون -وهو زميل بارز في معهد أميركان إنتربرايز وسفير أميركا في الأمم المتحدة في الفترة من 2005 إلى 2006- مقالا له بصحيفة غارديان البريطانية.
وقال بولتون إن الوثائق المسربة هذه المرة كانت خاصة بوزارة الخارجية، وإن الأكثر إزعاجا من إفشاء الأسرار الأميركية الأخيرة هو ضعف إدارة أوباما وردها العنيد والشارد. و"للأسف (يضيف بولتون) الإدارة تسرعت في تصرفها بعدم رغبتها الواضحة في التأكيد والدفاع عن المصالح الأميركية".
وأشار إلى ما جاء على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عندما أسفت على المجموعة الثالثة المسربة من الوثائق، حيث قالت إن ذلك لا يعد هجوما على السياسة الخارجية للولايات المتحدة فحسب، بل هو هجوم على المجتمع الدولي.
وفي المقابل يوم الأول من ديسمبر/كانون الأول الجاري علق السكرتير الصحفي للبيت الأبيض روبرت غيبس بالقول إن البيت الأبيض ليس خائفا من شخص بيده حاسوب محمول، وبعدها بساعات استهجن متحدث باسم وزارة الدفاع (البنتاغون) فكرة أن الجيش كان ينبغي أن يمنع نشر الوثائق في موقع ويكيليكس.
وقال بولتون إن كلينتون غير دقيقة لكونها منشغلة بالدفاع عن المجتمع الدولي، واعتبر عجزها عن فهم خطر إضرار ويكيليكس بأميركا سببا رئيسيا في أن إدارة أوباما لم تفعل شيئا يُذكر، مضيفا أن هذا هو موقف الإدارة المعتاد في السياسة الخارجية.
واعتبر أن كلينتون على الأقل رأت في الأمر هجوما على شخص ما، لكن وجهة نظر البيت الأبيض ووزارة الدفاع رأت أن التسريبات ليست ذات أهمية.
"
وزيرة الخارجية لا تعي أن أميركا هي المعنية بالهجوم، ووزارة الدفاع غير مهتمة بالدفاع عنا، والرئيس نفسه يبدو غير مبال تماما بالأمر كله
"
جون بولتون
إدارة فاشلة
واستطرد بالقول إن "هذا التراخي المدعوم والجماعي يوضح التوجه العام لإدارة أوباما إزاء التهديدات الموجهة للمصالح الأميركية، فالرئيس، خلافا لسابقيه من الرؤساء منذ فرانكلين روزفلت، ببساطة لا يضع الأمن القومي في بؤرة أولوياته السياسية".
وقال بولتون إن الرد الأنسب هو ملاحقة كل من له صلة بهذه التسريبات إلى أبعد مدى في القانون الأميركي، مشيرا إلى أن "محاربي الإنترنت" في البنتاغون بحاجة إلى التدرب على هذا الشكل من القتال، وقال إنه كان من الممكن أن يمارسوا هذا الأمر منذ زمن طويل بطمس محتوى ويكيليكس.
وتابع "لو أننا سارعنا للتحرك بعد النشر الأول في يوليو/تموز الماضي لربما ما حدثت هذه التسريبات اللاحقة ولأمكن حماية الأرواح والمصالح الحيوية".
وعلق بولتون "وزيرة الخارجية لا تعي أن أميركا هي المعنية بالهجوم، ووزارة الدفاع غير مهتمة بالدفاع عنا، والرئيس نفسه يبدو غير مبال تماما بالأمر كله".
وختم بأن كل هذا يؤكد المشكلة الحقيقية وهي أنه "ليس ويكيليكس الذي يعرض أمننا القومي للخطر" ولكنها إدارة أوباما "الفاشلة التي تتجاهل طبيعة ومدى التهديدات التي نواجهها، التي غالبا ما تكون غير راغبة في العمل على إحباطها".
المصدر: غارديان
المفضلات