البطيخة
بعد كل العثرات التي وجدتها في يومي ، قررت تقديم مكافأة لنفسي ، على ما تحملته هذا اليوم وما تتحمله كل يوم ، فتحت قائمة الخيارات في رأسي ، وجدتها تحمل صنوفا عدة ، منها ما يرهق تحضيره ومنها ما يعذب الجيب ، ومنها ما يشغيل البال .
انفجرت فكرة البطيخة في رأسي كأنها وقعت من الأعلى . أمتعني ذلك ! وجدته ملائما لحاجتي ، وانعطفت مع الأفكار إلى مكان البسطة .
سلمت على صاحبها وأخذني جمال المنظر ، دوخني التفكير في تلك البطيخات أحستها كالبشر منهم الأبيض ومنهم الأحمر ، منهم قليل البذور ومنهم كثيرة البذور ومنهم كثيرة ، منهم ما يخدعك منظره ، ومنهم من هو مرآة أفعاله ، لم أرد أن أتاخر ، أحسست أن ذلك الرجل لن يميز بين البطيخة ورأسي إذا ما عطلته أكثر من اللازم ، تناولت إحداها ومضيت في موكب حاشد أحمل صاحبة الجلالة التي ستكرمني وأهلي هذا اليوم .
كانت المراسم في البيت حافلة بالاحترام ، لم أكن أعرف أن مرافقة بطيخة تملأ الداخل بنشوة لا مثيل . لوهلة تحس أنك بطل قومي ، أو أنك أحضرت دوءاء يستعصي الشفاء بدونه
فأنعم بنظران الإكبار والفخر التي كان ينظر بها إلى الفرسان الأشاوس ، حامي الحمى .
بدأت مراسم التشقيح ، وأنبر السيف في يدي ليهوى عليها ، ولتسقط كل آثار الاحترام التي حظيت بها مع أول ضربة ، عندما تجلى البياض الذي غاب عن الذهن أمدا طويلا ، لم تتشابه البطيخ إلا بالقشرة والبرز ، فعاد السخط إلى نفسي حيث كان ، ولم أعرف أأعود بالقتيلة إلى البسطة ، أم ماذا ؟.
حملتها إلى شباك القمامة الذي يطل على شارع فرعي ، رميت نصفها إلى الشارع ، كان صاحب البسطة مارا بالجوار نظر إلى مكان الحادث ، قال وهو يبتسم بسخرية قتلتني :
هذا بطيخ والي عندي بطيخ !
على الفور حملت النصف الآخر وبدأت أقيس إحداثيات رأسه لأجعله الهدف !!!!!!!
فاجأني بنظرة أوقفتني قليلاً ، لكنها لم تمنعني ......... !
المفضلات