تجري اليوم الأحد الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية في ساحل العاج بين الرئيس المنتهية ولايته لوران غباغبو ومنافسه من الشمال رئيس الوزراء السابق الحسن وتارا. من جهته دعا الجيش المواطنين إلى التزام الهدوء للحيلولة دون تصاعد التوتر، وذلك بعد مقتل شخصين في اشتباك بين مؤيدي المرشحين.
ويصوت مواطنو ساحل العاج في انتخابات ستبين ما إذا كان بإمكانهم تجاوز عقد من الانقسام بين الشمال والجنوب بعد الحرب التي اندلعت عامي 2002 و2003 التي أدت إلى انقسام البلد الذي يقع في غرب أفريقيا وكان يتمتع بالرفاهية في وقت من الأوقات.
ويخوض غباغبو مواجهة مع منافسه وتارا من شمال البلاد التي تسيطر عليها المعارضة في جولة ثانية يتوقع أن تكون نتيجتها متقاربة.
وحصد غباغبو 38% من الأصوات، في حين حصد وتارا 32% في الجولة الأولى التي اتسمت نسبيا بالهدوء، غير أن اللغة النارية التي استخدمها المرشحان لاستمالة أنصار هنري كونان بيدييه الذي حصد 25% من الأصوات، أججت التوتر بين أنصارهما الذين دخلوا في عدة اشتباكات بالعصي والمناجل.
مخاوف
حشد انتخابي لأنصار الحسن وتارا (الفرنسية)
وتحلى كل من وتارا وغباغبو بالسلوك المهذب فيما بينهما في مناظرة تلفزيونية الليلة قبل الماضي،ة لكن حملة التصريحات المثيرة للانقسام من جانب المرشحين والاشتباكات بين مؤيديهم عكرت المزاج السائد في الانتخابات.
وشهدت الجولة الأولى لتلك الانتخابات التي جرت نهاية الشهر الماضي سلسلة اشتباكات بين أنصار المتنافسين.
وقرر مجلس الأمن الدولي بالإجماع نقل ثلاث كتائب مشاة (500 رجل) ووحدة طيران من ليبيريا إلى ساحل العاج بسبب المخاوف من أعمال العنف. وأشار المجلس إلى أن الوضع في ساحل العاج ما زال يشكل تهديدا للسلام والأمن في المنطقة.
ويرى المراقبون أنه قد يطعن في نتائج تلك الانتخابات أيما كانت، ويخشى كثيرون من وقوع أعمال عنف على نطاق واسع إذا تم التشكيك في النتيجة.
الدعوة للهدوء
وبعد مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل وإصابة العشرات في أعمال العنف التي سبقت الانتخابات بين مؤيدي المرشحين المتنافسين، وجه رئيس الأركان الجنرال فيليب مانغو العاج نداء عبر التلفزيون الوطني أمس السبت دعا فيه مواطني بلده إلى التزام الهدوء.
وقرر رئيس الأركان فرض حظر التجول ليلا اعتبارا من أمس السبت حتى يوم الأربعاء لتجنب المشاجرات بين الشبان الذين يحملون العصي والمناجل والبنادق في أنحاء أبيدجان.
وفي تبريره لهذا الإجراء قال مانغو "واجبنا أن ندق جرس الإنذار وأن نتخذ إجراءات أمنية لإنقاذ أرواح الناس، ولا نريد المزيد من الوفيات أو المزيد من الجرحى".
المعارضة تعد حظر التجول حيلة للتزوير
(رويترز-أرشيف)
حظر التجول
ويستمر حظر التجول من الساعة العاشرة مساء إلى السادسة صباحا أيام السبت والأحد، ومن السابعة مساء إلى السادسة صباحا من يوم الاثنين حتى الأربعاء. وقد نددت المعارضة بهذا الإجراء ووصفته بأنه حيلة لتقديم غطاء لتزوير الانتخابات.
وأفادت مصادر متطابقة بأن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا أمس في العاصمة أبيدجان، إثر مواجهات بين قوات الأمن ومعارضين كانوا يتظاهرون احتجاجا على حظر التجول الذي فرض عشية الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
وقال مصدر في الشرطة وشهود عيان إن شبانا كانوا يتظاهرون احتجاجا على قرار حظر التجول في حي أبوبو الشعبي معقل المعارضة والمرشح الحسن وتارا في شمال العاصمة، عندما اصطدموا بقوات الأمن التي ردت بالرصاص الحي.
وأوضح مصدر طبي أن المتظاهرين أحرقوا شاحنة للشرطة في المواجهات، وسجل انتشار كثيف للشرطة والجيش في هذا الحي الذي عاد الهدوء إليه بعد المواجهات.
المصدر: وكالات
المفضلات