في مقال نشرته واشنطن تايمز بعنوان "غيتس يتعامل بنعومة مع إيران" كتب الأدميرال جيمس أي ليون -وهو قائد أركان سابق للأسطول الأميركي في المحيط الهادئ، ومندوب عسكري كبير لدى الأمم المتحدة- أن أفضل دفاع هو مساعدة التمرد وراء حدود إيران.
وقال ليون إن وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس عبر عن آرائه بشأن إيران في صحيفة وول ستريت جورنال يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني، وكانت رسالته الرئيسية هي أن العقوبات الاقتصادية تؤتي ثمارها، وأنها تسبب تصدعات في القيادة الإيرانية، وأنه يؤيد ضمنا استمرار هذا النهج لإحداث المزيد من التصدعات، لكنه في الوقت نفسه يقر باعتقاده أن القيادة الإيرانية تنوي امتلاك أسلحة نووية.
وأضاف ليون أن الأكثر إزعاجا هو أنه رغم استمرار القيادة الإيرانية في القيام بأعمال مستفزة ضد الولايات المتحدة لأكثر من ثلاثين عاما، فقد استبعد غيتس رغم ذلك أي عمل عسكري ضد إيران. وبدلا من ذلك حاول تفسير مواصلة محاولات التفاوض مع نظام علي خامنئي ومحمود أحمدي نجاد "غير الشرعي".
ظاهريا -والكلام للكاتب- يبدو أن غيتس لا يقدر التأثير النفسي الذي يمكن أن يحدثه مجرد التهديد بالهجوم على القيادة الإيرانية إذا شرعنا في القيام بذلك فقط. فمن الممكن أن يوهن الرأي الذي ظل مستمرا منذ إدارة الرئيس الأسبق كارتر بأنه لا يوجد قائد أميركي مسؤول يريد حربا مع إيران. "فهذا الموقف المضطرب، بالإضافة إلى إخفاقنا في الرد على استفزازات إيران المتكررة، هو الذي أعطى دفعة قوية للحركة الأصولية الإسلامية".
وعلق ليون على تصريح غيتس بأن توجيه ضربة عسكرية للبنية التحتية النووية لإيران سيكون مجرد حل قصير الأمد، لأنه سيمهلنا سنوات قليلة، وقال إن ما أخفق غيتس في معالجته هو كون المشكلة لا تكمن فقط في البنية التحتية النووية لإيران لكن المشكلة الرئيسية هي النظام الإيراني "الفاسد".
ضربة عسكرية
وردا على قول غيتس إن مثل هذه الضربة سيكون تأثيرها هو التفاف قوى المعارضة الإيرانية حول النظام غير الشرعي، قال ليون إن هذا الأمر بعيد عن هذا التصور، واعتبر أن الضربة ستكون محفزا رئيسيا للمعارضة كي تتحرك، فهي مستعدة للعمل لكنها بحاجة لدعم خارجي.
واستطرد ليون أن موقف غيتس إنما يعكس نية إدارة أوباما المعلنة للانبطاح من أجل إجراء مفاوضات مباشرة مع إيران. وتساءل ماذا يمكن أن تحقق هذه المفاوضات في النهاية؟ واعتبر النظام الإيراني "نظاما إرهابيا"، وموقف الولايات المتحدة كان دائما "عدم التفاوض مع إرهابيين".
وقال ليون إن نهج غيتس لا يقدم حلا للمشكلة الرئيسية ألا وهي استمرار وجود النظام الإيراني "الفاسد". وأضاف أن الحل واضح لكنه يحتاج إلى إرادة سياسية، الأمر الذي نفتقده منذ أكثر من ثلاثين عاما، "وقد دفع جنودنا وآلاف المدنيين الأبرياء ثمنا باهظا بسبب الإخفاق في التحرك". ويضيف أنه "في الوقت الذي نزيد فيه إستراتيجيتنا العسكرية في أفغانستان نحتاج إلى توسيع وتنفيذ إستراتيجية نفسية مدروسة لشق وزعزعة استقرار النظام الإيراني كي يمزق نفسه من الداخل".
واعتبر ليون أن الإدارة البصيرة هي المفتاح، وأن الولايات المتحدة بحاجة إلى أن تدعم بقوة حركة المعارضة التي يمكن أن تشمل استبدالا سياسيا للنظام الحالي. والمحفز لاستبدال النظام ينبغي أن يكون ضربة عسكرية إستراتيجية للقضاء على البنية التحتية للأسلحة النووية.
وختم ليون بأن الولايات المتحدة لديها سبب للحرب على عدد من الجبهات القانونية، وليس أقلها قتل إيران المنهجي للقوات الأميركية بالعراق وأفغانستان، فما هو موقف الإدارة حيال ذلك؟.
المصدر: واشنطن تايمز
المفضلات