أعلنت مفوضية الاستفتاء بشأن مصير جنوب السودان أمس الجمعة أنها ستمنح أسبوعا إضافيا لتسجيل أسماء الناخبين المدعوين للمشاركة فيه، وهو القرار الذي رحب به حزب المؤتمر الوطني وأعلنت الحركة الشعبية لتحرير السودان أنها ما زالت تدرس موقفها منه.
ووعدت المفوضية بألا يتسبب التمديد في تأجيل موعد الاستفتاء المقرر إجراؤه يوم 9 يناير/كانون الثاني المقبل، وقالت إنها ستمدد التسجيل أسبوعا نظرا لشدة الإقبال في بعض المراكز بالجنوب، والتي نفد ما لديها من استمارات وتحتاج وقتا لجلب استمارات إضافية.
وقال عضو اللجنة أشير دينغ في مؤتمر صحفي عقده في جوبا بجنوب السودان "بات متاحا الآن لسكان جنوب السودان أن يسجلوا حتى 8 ديسمبر/كانون الأول المقبل".
وأضاف "لن يؤثر ذلك" على موعد الاستفتاء، و"سنخفض بعضا من الأيام المخصصة للبلاغات والشكاوى وسيتم اختصار ذلك"، موضحا أن تمديد فترة التسجيل مرده إلى أسباب تقنية.
وقال إن هذا كان قرارا سياسيا "نعمل على مدار الساعة من أجل إنجازه في موعده"، مشيرا إلى الوعد بعدم تأجيل موعد الاستفتاء.
وقالت اللجنة إن ما لا يقل عن 1.3 مليون من أبناء الجنوب سجلوا أسماءهم بنهاية الأسبوع الأول من عملية القيد يوم الاثنين الماضي.
وقدرت اللجنة أن عدد المؤهلين للتصويت في الاستفتاء من الجنوبيين ربما يصل إلى نحو 5.5 ملايين شخص بينهم خمسمائة ألف في الشمال ومثلهم خارج البلاد.
مواقف
من جهته قال الأمين العام للحركة الشعبية باقان أموم في حديث لمراسل الجزيرة نت إن الحركة ستدرس قرار التمديد وتستفسر عن أسبابه، وإنها ستدخل في مشاورات لتقول رأيها النهائي فيه خلال الفترة القليلة المقبلة.
أما حزب المؤتمر الوطني فاعتبر التمديد خطوة لتمكين الناخبين من تسجيل أسمائهم، وقال العضو القيادي بالحزب ربيع عبد العاطي "يجب أن يتم التسجيل على نطاق واسع حتى لا يترك تقرير مصير السودان لفئة قليلة واستجابة لجماعة معينة وحتى لا يكون الاستفتاء شكليا".
وطالب في حديث للجزيرة نت بوقف ما وصفه بالترهيب والضغوط على المواطن الجنوبي ليقرر مصيره في استفتاء حر نزيه يجد القبول والاعتراف من الجميع.
ووصف تقرير أعده مراقبون محليون سير عملية تسجيل مواطني الجنوب في شمال السودان للاستفتاء بالبطيئة والمتعثرة، معتبرا أن الأجواء العامة ما زالت تشير إلى عزوف الناخبين عن المشاركة بسبب وقوعهم تحت الضغط والابتزاز السياسي.
وحدد التقرير الذي أصدره المنبر السوداني لمنظمات المجتمع المدني (شمس) حصلت الجزيرة نت على نسخة منه عددا من الأسباب قال إنها ساعدت على تعزيز حالة الخوف والتردد لدى الناخبين، مشيرا إلى عدم وضوح الرؤية لدى الناخبين حول حقوقهم في مرحلة ما بعد الاستفتاء.
اتهامات
في هذه الأثناء نفت القوات المسلحة السودانية اتهامات لها من الناطق الرسمي باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان فيليب أقوير بأنها شنت غارة جوية ثالثة على إحدى قواعده بمنطقة كير آدم شمال بحر الغزال.
وذكر أقوير في تصريحات صحفية أن "طائرة أنتونوف روسية ومروحية تتبعان القوات المسلحة السودانية قصفتا قاعدة للجيش الشعبي، مما أسفر عن مقتل عنصرين من جنوده في الحال".
واعتبر أن الهجوم على قواته "محاولة من القوات المسلحة لجر الجيش الشعبي إلى حرب أخرى، وإفشال الاستفتاء على حق تقرير المصير لجنوب السودان".
ومن جهته اعتبر الجيش السوداني هذه الاتهامات محاولة من الجيش الشعبي لتغطية دعمه للحركات المسلحة في دارفور، وقال على لسان المتحدث باسمه المقدم الصوارمي خالد سعد إن "الجيش الشعبي سيظل يتهم القوات المسلحة مرات ومرات لتغطية دعمه للحركات المسلحة في دارفور".
المصدر: الجزيرة + وكالات
المفضلات