أختي الكريمة
من خلال تجربتي الشخصية لمرضٍ ما كنت اسّيره في أوائل هذا القرن الذي نعيش قررتُ محاربة هذه النظرة
التي تتحدثين عنها كنتٌ خلالها اصارع نفسي وأتغلب عليها ومن ثم اصارع من حولي واتغلب عليهم ...
كيف ذاك .... كان ايماني بأن ما الم بي طوال اربع سنوات ما هو الا من عند الله عز وجل قدره لي ليمتحن
قوة ايماني فتوكلتٌ عليه وتابعت مسيرة حياتي لا أنظر لمن حولي بنظرات أحس بها من خلالها بشفقتهم
علي وذلك لان ما اصابني هو اكبر منهم ..... ثم لم اتقوقع بالبيت واترك للاخرين مجالاُ للتحزر والتفكير
السلبي لما ألم بي ... بل تابعت حياتي كما كانت من قبل ضارباُ بعرض الحائط كل تعليقاتهم في لحظات ذاك
المرض لا بل واتندر معهم فيما كان لاجد ان تعليقاتهم اصبحت في حكم الماضي ولم يتطرقوا لها تالياُ ...
والشمس يا صديقتي لا تُجب بغربال ... فكنت أُكثر من الكلام والشرح وافضل الطرق لتجاوز تلك اللحظات
بأقل الاضرار الممكنة ... أتحدث بكل صدق وصراحة عن هذا المرض وبأمل الشفاء وكيفية التعامل معي في
حينها وذلك لاجل تغير اسلوب الحديث ونظرات الشفقة التي كانت ترتسم على محياهم لحظاتها واشاركهم
بطرق علاجي وأجعلهم مشاركين لا مشاهدين ..... وادى هذا الى قيامي بالتحدث الى مرضى يعانون هذا
المرض في الجمعية التابعين لها .... ماذا كانت النتيجة ..... النتيجة كانت تغير نظرة الكثيرين من حولي
للمرضى المصابين به ومعرفتهم بان العلاج ينبع من مشاركتهم المرضى طرق العلاج .... النتيجة كانت ان
جعلتُ من في الجمعية يتحدثون عن مرضهم باسهابٍ وبطلاقة مما ساعدهم على الشفاء وتقبل الاخرين
وتحويلهم من مشاهدين معُلقين الى مشاركين فعّالين .... وما هي الا اربع سنوات حتى شافاني الله مما
ابتلاني به ووسع مدارك من حولي واصبح الجميع ينظرون الى ابتلائات الله عز وجل لبعض الناس ما هي
الا نظرات التفائل بالشفاء والامل لا نظرات شفقة وحسرة ....
أختي الكريمة ... لم اقل هذا الكلام الا لانني شعرت انكِ بحاجة الى تجربة شخصية حقيقة لافضل تعامل مع
المرض المزمن الذي يمُن الله به علينا .... دعينا لا نتقوقع داخل انفسنا ونخفي ما الله اوجده ... فهو العالم
والقادر على كل شيء ولا ننظر الى من ينظر الى حالنا نظرات الشفقة بل لنجد افضل الطرق لتحويلها الى
نظرات مساعدة وشفاء باذن الله تعالى
المفضلات