آمنت دائما بأن " داروين " كان فعلا أخطر رجل ليس في انكلترا فقط بل في العالم كله ، فبدعته الفكريه التي استقر عليها ، على الرغم مما تنطوي عليه من الحاد .. وإحراج ! على صلة بحقيقة صافعة كلما تأملها الانسان ، صان بعض من كرامته !
عزيزتي نفسي ؛
هل من رضيع يرتدي ثوبا أسود اللون ؟
هل من عروس ترتدي ثوبا أسودا ؟
وبواقعية مضادة .. يلتزم العريس ثيابا سوداء !؟
ابتسمي نفسي ما أردتِ ، ولكن لا تنكريها صورة نابضة أليس كذلك ؟
كلنا حقيقة في هذه الحياة نتآمر حتى الأعماق ضد أنفسنا ، لا نؤمن بأحلامنا فتمسي سرابا ، ونصلب كثيرا من الحقائق على الوهم وفي قصور واع نساهم.. فنتورط بخلق ذات لا إرادة لها ، ولا سلطة عليها !
ومن باب الوعي بقدرة حقيقية نستطيع جعل الذات هرما نبنيه ، أو نهدمه ، ثم نلقي اللوم على الأيام أن هدمته ..
لا أنكر .. للأيام قدرتها على الهدم
ولكن لنا قدرة على البناء ، ولنا أيضا وسع من الوقاحة أن ندفع العالم لنحتفظ بروحنا ، واجب علينا اذا أن نثبت أن هذه الروح تستحق ذاك الثمن ، وان لا نعتقد بالضرورة بأن الأشياء التي تباع في سبيل شيء واحد ، هي رخيصة !
عزيزتي نفسي ؛
عليّ أن أعترف ولو بيني وبينك بخطأين ارتكبتهما اتجاه حياتي :
قبلت هذه الحياة كما هي .
ثم واصلت الاصرار على رفض ما تجلبه بطبيعتها !؟
ثلاثة عقود محبوسة في نطاق ما يجب وما لا يجب عليّ انتظاره مني ومن الحياة ، وكما ( البنسلين ) سلاح ذو حدين كنت أنا لأيامي :
تأملي ، نحن نقاوم الطفيليات المستقرة على أجسامنا أي على البكتيريا ! بكل ما أتيح من الممكن ، فتدافع عن وجودها فينا وعلينا بنشوء أنواع أقوى تقاومنا ومضاداتنا كلها ، وبهذا ، تستدرجنا لمضادات أقوى .. فنتوغل بلعبة خلق " غول " من ظهر " نملة " !
عزيزتي يا نفسي ؛
مللتِ مني ؟
على مهل .. تأملي معي خرافة " زوربا " ، أيهما كان أشد ايلاما للروح :
رقصته الشهيرة ؟
أم لسانه ؟
كان لزوربا عليّ فضلا أن أقنعني بأننا لن نجتمع على حقيقة واحده ما آمنا وعملنا الصالحات ، حتى الفردوس عزيزتي نفسي ، نختلف على مضمونها :
روح الفردوس لديها هي المال
روح الفردوس لديها هي الكتب والحِــبر
زوربا فردوسه كانت غرفة وأثواب زاهية وصابون وسرير واسع فيه امرأة ،
نفسي ؟ ما الفردوس لديكِ ؟
أمي ؟
الأطفال ؟
الشتاء هو الفردوس ؟
رجل ؟
أم الجنة ؟!!!
كما الماركسيون يخرجون عن ثوبهم في ادعاء اخلاق انسانية ، بعد أن سنّ لهم رب فكرهم ديانة استغلال خالصة للانسان ، لن اعتقد بأن كل نفع فضيله ، ولا كل ضرر رذيلة
وسألتزم الآية الكريمة ( الذين آمنوا وعملوا الصالحات ) ايمان .. عمل ( صالح )
أن أخرج عنكِ نفسي هذا الصباح ، هو والله عمل صالح !
فأقول :
سأحمل للروح شرفة هدوء ، ولرأسي وسادة ترتيب ..ممممم بعض ترتيب ، للواقعية !
وسأعطي الحياة مساحتها :
كوني سنة من حزن
وسنة من أمل
وسنين من أسئلة
المهم ؛
أن أظلّ وراء هذه النفس شُرفة ضمير ،
لامرأة من حلم .. من جنون .. من خروج عن مألوف ، امرأة من فوضى .
عزيزتي نفسي ؛
لا يفرحني أن أعرف تفاصيلك
ولا أن أعرف أسرارك الحزينة
في هذا الصباح : لن أصلك بالانتظار
ولن يطالك مني حضور
قريبة البعد عنك
صباحك نفسي ، فوضى !
وعلى صوت " عبد الوهاب ".. ومع نكهة القهوة : كوني يا نفسي كما أعرفك
نزاعة للخير ، وصباح من خير عزيزتي
المفضلات