وصفت الولايات المتحدة برنامج كوريا الشمالية لتخصيب اليورانيوم الذي كشف عنه مؤخرا بأنه خطوة استفزازية ومخيبة للآمال، وحثت الصين على الضغط على حليفتها بيونغ يانغ لإقناعها بالتخلي عن طموحاتها النووية، في حين وصفت اليابان البرنامج بأنه "غير مقبول إطلاقا".
وقال المبعوث الأميركي الخاص إلى كوريا الشمالية ستيفان بوسورث -بعد اجتماع مع مسؤولين كوريين جنوبيين في سول في إطار جولة تشمل الصين واليابان- إن البرنامج "استفزاز آخر في سلسلة استفزازات من جانب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وعلى نحو يجعل المشكلة -التي قال إن الأميركيين يسعون لحلها منذ عشرين عاما- صعبة للغاية.
التزام الهدوء
غير أن بوسورث طالب "بالتزام الهدوء" إزاء هذا التطور الذي وصفه بأنه ليس مستغربا ولا يشكل أزمة.
بوسورث (الأول من اليمين) أثناء لقائه أمس مسؤولين كوريين جنوبيين (الفرنسية)
وكشف العالم النووي الأميركي سيغفريد هيكر الأحد أن مسؤولين كوريين شماليين أخذوه إلى محطة في مجمع يونغبيون النووي هذا الشهر حيث شاهد مئات من أجهزة الطرد المركزي، مما يعزز حقيقة أن هذا البلد لديه برنامج لتخصيب اليورانيوم، الأمر الذي يعطي بيونغ يانغ وسيلة ثانية للحصول على مواد انشطارية لصنع قنابل.
وأوضح مصدر أن مسؤولين من كوريا الشمالية أبلغوا الخبير سيغفريد هيكر من جامعة ستانفورد أنهم يملكون ألفي جهاز طرد مركزي قيد الخدمة الفعلية، لكن الفريق الأميركي الذي زار كوريا الشمالية لم يستطع التحقق من ذلك.
وأضاف المصدر -الذي تحدث شريطة عدم نشر اسمه- أن المنشأة التي زارها الوفد الأميركي بدت له كمنشأة نشطة.
وأضاف المصدر أنه تم إخبار هيكر أن المنشأة تنتج 3.5% من اليورانيوم المخصب من المستوى المطلوب لمحطات الطاقة النووية، مع العلم أن الحصول على مواد انشطارية لصنع قنابل يتطلب تخصيب اليورانيوم إلى أكثر من 90%.
وكانت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية نقلت عن هيكر قوله إنه "ذهل" لهذه الأجهزة التي وصفها بأنها "متطورة"، وبأنها نصبت في غرفة "مراقبة وعصرية جدا"، مشيرا إلى أنه أخبر البيت الأبيض بهذا الموضوع بشكل سري.
مولن: على الصين أن تلعب دورا محوريا في كبح طموحات بيونغ يانغ النووية
(الفرنسية-أرشيف)
دولة خطيرة
ووصف رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الأدميرال مايكل مولن كوريا الشمالية –إثر الإعلان- بأنها "دولة خطيرة" واعتبر أن أمام الصين دورا رئيسيا لتلعبه في هذا المجال.
وقال إنه يجب مواصلة الضغط" على زعيم كوريا الشمالية من الدول المشاركة في المحادثات السداسية، وهي –إضافة إلى كوريا الشمالية- روسيا والصين والولايات المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية.
وخص مولن بالذكر الصين -أوثق حليف لكوريا الشمالية- قائلا إن بكين سيكون لديها بالضرورة "عمل ضخم للقيام به" للتأثير على بيونغ يانغ.
أما المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيتو سينغوكو فقد شدد من جهته اليوم الاثنين على أن المنشأة الكورية الشمالية الجديدة لتخصيب اليورانيوم "غير مقبولة بالمرة". وقال إن "المستجدات النووية الكورية الشمالية غير مقبولة بالمرة من وجهة نظر أمن اليابان والسلام والاستقرار في المنطقة".
وتعتقد واشنطن منذ فترة أن كوريا الشمالية تمتلك مثل هذا البرنامج، لكن التقدم الواضح لجهودها في هذا الصدد قد يشعل جدالا جديدا في كيفية التعامل معها قبيل جولة جديدة من المحادثات السداسية بشأن برنامج بيونغ يانغ النووي والتي تسعى واشنطن لعقدها في وقت يقول محللون إن كشف كوريا الشمالية عن هذا التطور يستهدف حصولها على مزيد من التنازلات من جانب الولايات المتحدة.
المصدر: وكالات
المفضلات