أختي عيون القمر
ولتسمحي لي بان أشارك برأي حول الموضوع الهام الذي أبدعتِ بتناول مفرداته لما له من فوائد جما لنا
لنكون ممن يبحثون عن الرقي والتميز دون الوصول الى درجة الغرور والتكبر ... وقد أستقيت رأي مما
سمعته وقرأته وأطلعتُ عليه ونقلت بعضاً من محتوياته .
أختي الكريمة
من المعروف ان بدايات مرحلة الشباب وكما ورد بالموضوع الذي تكرمتِ وطرحته علينا نجد ان صفة
الغرور توازي مسير هذه المرحلة بالذات نظراً لاعجابهم معشر الشباب بأنفسهم أكثر من أعجابهم
بأقرانهم وما يمثلونه من تفوقٍ علمي ربما او جمالٍ أو أدب ... والسبب واضح جلي .
ولكننا نجد ان مع تقدم العمر والتحصيل العلمي تنقسم هذه الصفة قسمين أيضاً تسير بالتوازي مع هذه
المرحلة وما تليها من مراحل ... الا وهي
* - الثقة بالنفس ( أو ما يسمى الاعتداد بالنفس )
* - الغرور والتكبر
وهنا يجب التفريق بين مسألتين : (الثقة بالنفس) و (الغرور )
فالثقة بالنفس ، تتكون وتنمو من عدة عوامل ... أهمّها :-
* تكرار النجاح الذي نحوز عليه من بذل الجهد والبحث والتقصي
* القدرة على تجاوز الصعوبات والمواقف المحرجة
* الحكمة في التعامل ، وترويض النفس على تقبّل النتائج مهما كانت بصدر رحب وتحاور بناء
أمّا الغرور فشعور بالعظمة وتوهّم الكمال وتصغير أنجازات الاخرين بفرض أنفسهم بأنهم هم الاقدر والافضل والانسب
أذاً ألثقة شعور حينما يتملك الإنسان يجعله دائما متقدما في حياته قادرا على تقديم الجديد والمفيد . ولكنه
مع ذلك مهما واجهه الناس بانتقاداتهم فإنه يهتم لها..... فلا تعني ثقته بنفسه وبما يقوم به بأنه دائما على
صواب..فيسعى الى تصحيح ماقام به ان تخللته بعض الأخطاء .... هذا إن لم يتجاوز حدود هذه الثقة ....
ولكننا نجد مفاهيم لدى بعض الناس أن من كان واثقا بنفسه يجب أن نطلق عليه صفة المتكبر المغرور
وهذا للأسف من المفاهيم الخاطئة ... لأن الثقة بالنفس كما ذكرت سابقا تدفع الانسان للتفكير في الأفضل
وتحفزه على التقدم ....
ولكن نجد أن الكثير من الناس أساءوا استخدامهم لها فبعضهم حين يثق بنفسه الثقة العمياء كما نعبر عنها
يتجاهل من حوله من الآخرين ولا يهتم بآرائهم ويعتقد أن كل مايفعله ويقوم به هو عين الصواب.
فهذا هو الانسان الذي نستطيع أن نصفه بالمغرور لأن ثقته تطورت في نفسه حتى وصلت إلى هذا الحد..
لذلك فإن الثقة التي يجب أن يتحلى بها الانسان يجب أن يحسن استخدامه لها في صالحه وصالح مجتمعه
أي أنّ الفرق بين الثقة بالنفس وبين الغرور هو أنّ الأولى تقدير للامكانات المتوافرة ، وأمّا الغرور ففقدان أو إساءة لهذا التقدير .
وقد تزداد الثقة بالنفس للدرجة التي يرى صاحبها ـ في نفسه ـ القدرة على كلّ شيء ، فتنقلب إلى غرور ...
أشكرك على هذا الموضوع الهام ونسأل الله ان لا تنقلب ثقتنا بأنفسنا الى غرور وتكبر .
أللّهمّ لا تؤاخذني بما يقولون ، واغفر لي ما لا يعلمون ، واجعلني خيراً مما يظنون .
المفضلات