زخات المطر
كأنه صوتي ...
في براري القصيدة يتجدد ماء النهر
ويصير لحرفي صوتٌ وصدى
أسراري محكمة الإغلاق...
منذ ألف عام
الحرف يشهد صمتاً ،
وهو يبوح بأسرار ما يشتهي
هناك غيم يمزق الأستار ويعصف بالروح
هناك صمتٌ يتوّسدني
وهناك ، على جفنيّ ، المساء
رحيق الجلنار يفكٌّ لغز الأسرار
و في عيني شرود موجع
نوافذ التاريخ تزدحم عند ذاكرتي
وصمت شاردٌ يسكن بين نبض الوقت
سكون العمر الطريد ، يبني ألف سور
وإغفاءة على صدر الحروف تفرّ هاربة
كنت أغني النجوم بِشظايا ظَفَرْتُ بها ذات غروب .
منذ عشرين خريفاً
أرسم قوس المطر يشرق على القصيدة
وهو يلعب برمال الزمن
حتى آخر قطرة من محبرة تنام على سرير العين
تغرسني حنجرتي قصائد
فيما حروف الصمت تنتظر خيط الشروق.
ينابيع مغموسة من أرق تُطل على حدائق الدمع
وفي أوردتي ينفجر شتات المسافات .
أكداس من خرائط الخوف تَلفظني،
وهي توغِلُ في مدنٍ غَفَتْ عنها قوافل الفرح ،
تُطوّقُني اشتهاءات الأسرار
وأنا اقتات ، من البحر ، سلاَل العمر الشارد.
الأصداف تتلظى في اعماقي،
ومواقدُ حروف القصيدة تشتعل :
تكسر مرآة الروح ليتشظى الشاطيء .
النَورس الحزين يعتلي صفحة الماء ويغنّيه الرماد:
أيها القادم من مدن الدهشة ،
أحضِر لي حروفي الضائعة مع الضوء الشارد.
اريد قطعة من قصب السكر ،
أعشابا بحرية تلّفُ معصمي
فاشجار حروف قصيدتي تبكي وتنتحب.
تشتعل غابات الكلمات:
اعشاش العصافير تاهت بين ضباب الانين.
..
بين الاسرار تُخبىء قمح الأحلام.
تُعتّق جرار النبيذ فوق صدر القوافي،
وعلى شبابيك الروح نداءات الليلك الحزين تبرق .
تُرى كيف ستكون
سماء القوافي ونداءات القصيدة؟؟
أحروفها الصامتة تطرح فوق غصونها
أشهى عناقيد الثمر؟؟؟
أم سوف تعانق دروب الصمت لِ اصطفاء العبور؟؟
وحدي اسيرُ
نحو ضفة ضاق بزنبقها قدّاس أناشيد المحار،
وتكور عند منعطف الدفء واستكان.....
/
\
المفضلات