لا أعرف سبباً لحزني المترف ولا أجد مبرراً لجنوني المفتعل
كنت أظن الدنيا ستغدو أحلى مع شيء من البعثرات
أخذت أتجرع الأصوات المنفية وألملم أصداف الضياع
جمعت ما يكفي من الفوضى ورميتها في حياتي وكلي ثقة بأن ما أفعله
عين الحكمة وبأن ما سأصل إليه سيكون أكثر من واقع منمق بالأمل
******
كانت الأيام تجري أمامي وأكتفي أنا برمقها من بعيد كنت بحاجة للكثير
من الجرأة لأصطحب نفسي إليها ولكني كعادتي لم أعترف بضعفي
وآثرت الجلوس مع أي شيء إلا سجن النظام
كان ينبغي علي أن أدرك بأن ذاك السجن كفيل بأن يمنحني الجرأة
لمواصلة الحياة ولكني حينها تابعت التلذذ بالأوهام
******
أذكر أنني لطالما جلست أمام النافذة بصحبة غروري المسكين
كنت أحتسي سواد الوحدة وأرتشف بين الحين والآخر ما يسكر
وجداني ويسكن أمنياتي المصلوبة
كم كنت على قدر عالٍ من الغباء
ولعل ذلك سبب إعراض السماء عن وجهي الذابل
فكنت كلما أطل برأسي إليها أجدها تخفي وجهها بشيء من غيومها المتكاثفة
أيعقل أنني استحقيت لعنة السماء
كل يوم وأنا أكبرني دهراً وكل أمل وأنا أستميت يأساً
وحده الكذب كان ينير عتمتي الحالكة
ووحده القدر كان بطل نهاياتي
إنسانة عصية عن الوجود أنا
ووخائفة هي أنا
******
خوفي لم يكن من أسطورة حب خرافية
ولا من رجل شرقي ينتهك كبريائي ويفترس طموحاتي
خوفي لم يكن من عمر قصير ولا من بيت مسكون بالأشباح
كان ولا يزال خوفي من أن تصدأ روحي
منذ زمن لم أحلق بها لسماء وردية
كل ما كنت أفعله أنني كنت أمطرها بدموعي الخريفية
******
وحتى الآن لا أزال أقبع هنا ولا تزال اشلائي تعتصرني بالوجع
كل ما حولي شيء من غربة المشاعر وسيل من جمود الأماكن
لربما حان الوقع لأنهل قسطاً من الحياة
ولربما علي أن أكف عن تمثيل دور حجر النرد وأقلع عن التعلق
بذرات الهواء فأحد الوجوه سينتصرفي النهاية
المفضلات