وصل اليوم القطار القادم من فرنسا الذي يحمل نفايات نووية إلى محطته الأخيرة بألمانيا، بعد رحلة دامت ثلاثة أيام تخللتها توقفات متتالية بسبب حصار متظاهرين مناوئين للطاقة النووية.
واستغرقت رحلة القطار الذي أقلع الجمعة من فرنسا نحو 68 ساعة، ومن المقرر نقل الحاويات الخاصة بالنفايات النووية -وعددها 11- على متن شاحنات ستقوم بنقلها بعد ذلك إلى منطقة التخزين المؤقت بشمال ألمانيا.
وتخص شحنة النفايات ألمانيا، وأعيدت معالجتها في وحدة المعالجة التابعة لمجموعة أريفا الفرنسية، وهذه هي القافلة الثانية عشرة منذ 1995.
وكانت الشرطة الألمانية قد استخدمت أمس الأحد الهري والغاز المدمع لتفريق المتظاهرين الذين أغلقوا خطا للسكك الحديدية، لمنع القطار من الوصول إلى مستودع التخزين ببلدة غورليبن بشمال ألمانيا.
ووفقا لبيانات الشرطة تم إنهاء الحصار الذي استمر 12 ساعة وإجلاء المتظاهرين بطريقة سلمية.
وقدرت الشرطة عدد المتظاهرين بأكثر من ثلاثة آلاف ناشط مناهض للطاقة النووية، قالت إنهم اشتبكوا مع ما يقارب 17 ألف شرطي في معارك استمرت طوال ليلة الأحد، مما أدى إلى تعطيل تسليم 154 طنا من النفايات النووية لأكثر من عشر ساعات.
وأظهرت لقطات عرضها التلفزيون رجال الشرطة الذين يرتدون خوذات الرأس يضربون النشطاء بالهري، مع العلم بأن الشرطة قامت بتعبئة عشرين ألف شرطي لحماية قطار النفايات.
كما عرض التلفزيون الألماني لقطات تظهر عربة تشتعل فيها النيران، وأكدت الشرطة أن المحتجين سكبوا عليها مادة مشتعلة ثم ألقوا عليها قنابل غاز صغيرة.
توتر
الشرطة الألمانية تشتبك مع متظاهرين ضد القطار (رويترز)
وقال المحتجون إنهم يخشون من أن يصبح مستودع غورليبن للنفايات النووية بشمال ألمانيا مكانا دائما للتخزين بعد أن أقيم كمستودع مؤقت، وتقول جماعة السلام الأخضر إن المكان الذي يقع في منجم مهجور للملح سيكون غير آمن بمرور الوقت.
ورغم أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها نقل النفايات النووية إلى ألمانيا، فإنها تحولت هذا العام إلى مسألة سياسية تثير التوتر بسبب الغضب الشعبي من قرار المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تمديد عمر محطات الكهرباء التي تعمل بالطاقة النووية والبالغ عددها 17 محطة.
والموعد الأصلي المقرر لإغلاق تلك المحطات سيكون في 2021، وللعلم فإن ألمانيا تحصل على 23% من طاقتها من المحطات النووية.
المصدر: وكالات
المفضلات