بعد أن مني الحزب الديمقراطي بانتكاسة التجديد النصفي أمام الجمهوريين، ينطلق الرئيس الأميركي باراك أوباما في جولة آسيوية تهدف إلى ترميم الدمار الذي خلفته الانتكاسة عبر توسيع نطاق النفوذ الجيوسياسي واكتساب أسواق جديدة للمنتجات الأميركية.
فأوباما -وهو ينظر بعين على الناخب الأميركي الذي بعث برسالة احتجاج في الانتخابات النصفية- سيصب اهتمامه في جولته الآسيوية على تحقيق الفرص التجارية التي ستوفرها المنطقة الآسيوية حيث يسعى لتعزيز الصادرات الأميركية لإيجاد الوظائف للأميركيين.
وقال أوباما الجمعة إن البلاد لا يمكنها أن تتحمل الوقوع في شلل تشريعي في العامين المقبلين في الوقت الذي تتقدم فيه دول مثل الصين.
وبلهجة تصالحية مع الجمهوريين، قال إنه مستعد لسماع أفكارهم فيما يتعلق بتعزيز الانتعاش الاقتصادي البطيء وتوفير الوظائف، وأعرب عن أمله بأن يحقق ذلك في جولته الآسيوية.
"
واشنطن تتجه إلى الهند باعتبارها قوة معادلة في مواجهة الصين وتريد أن تعزز التجارة مع نيودلهي بشكل ملموس وتطور علاقاتها معها
"
الجولة
وانطلق أوباما الجمعة في جولة تستمر عشرة أيام تشمل الهند وإندونيسيا وكوريا الجنوبية واليابان، ويتصدر جدول أعمالها الأمن والتجارة ومسائل اقتصادية أخرى.
فالهند لن تكون المحطة الأولى في جولة الرئيس الأميركي وحسب بل أطول زيارة رئاسية يقوم بها لدولة (ثلاثة أيام)، وتنظر واشنطن إلى الهند باعتبارها قوة معادلة في مواجهة الصين وتريد أن تعزز التجارة مع نيودلهي بشكل ملموس وتطور علاقاتها معها.
وتوضيحا لسبب زيارة الهند، يقول المسؤول السابق في وزارة الخارجية الأميركية والتر أندرسن إن "هناك الصين الصاعدة التي أصبحت شرسة بعض الشيء تجاه جيرانها، والهند قوة موازنة".
إندونيسيا
أما زيارة أوباما لإندونيسيا فتأتي بعد أن ألغيت الزيارة مرتين في السابق، وقال جيفري بادر كبير مستشاري أوباما في الشؤون الآسيوية إن أوباما سيعلن شراكة شاملة مع إندونيسيا في المسائل الأمنية والاقتصادية و"المسائل المشتركة بين الشعبين".
ومن المتوقع أن يزور مسجد الاستقلال أحد أكبر المساجد في العالم ويلقي خطابا مهما في الهواء الطلق.
وفي كوريا الجنوبية، تتزامن زيارة أوباما لسول مع قمة مجموعة العشرين، وسيعقد اجتماعا ثنائيا مع الرئيس الكوري الجنوبي ويتوقع الخبراء أن تخرج أميركا من القمة على الأقل ببعض عبارات التأييد فيما يتعلق بضرورة تخفيض الصين لقيمة عملتها اليوان.
وقال مساعدو أوباما إن الرئيس سيثير في جميع محطات جولته الآسيوية قضية العملة الصينية، التي ترى واشنطن أنها أقل من قيمتها الحقيقية.
وأكبر مسألة على جدول الأعمال المشترك في سول ستكون اتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية التي تم توقيعها في 2007 لكنها ما زالت قابعة في الكونغرس بسبب معارضة الديمقراطيين، وفوز الجمهوريين قد يعزز حظوظ هذه الاتفاقية.
وتكتسب أهمية زيارة أوباما لليابان في اليومين الأخيرين من جولته في المشاركة بمؤتمر لقادة منطقة آسيا والمحيط الهادي والتأكيد على التحالف الأميركي الياباني.
المصدر: وكالات
المفضلات