جاء الى عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يوم تولى الخلافة وفد من الشعرراء ليمدحوه فمكثوا واقفين على بابه اياما لايسمح لهم بالدخول فحاول عدي بن ارطأة اقناع عمر بادخالهم فقال :
يا امير المؤمنين ان الشعراء ببابك سهامهم مصوبة واقوالهم ناقدة فينبغي كسب ودهم بالعطايا و الهبات فقال عمر
ويحك يا عدي ما لي و الشعراء
فقال عدي ان رسول االله صل الله عليه وسلم كان يسمع الشعر ويجزي به فعندما تأكد عمر من ذلك اقتنع و سمح لواحد منهم بالدخول على ان يكون اقلهم فحشا و انطقهم لسانا فوقع الاختيار على جريرفلما دخل قال له عمر
ويحك يا جرير اتق الله فيما تقول
فأنشد جرير قصيدة يمدح فيه رسول الله صل الله عليه و سلم وعمر بن عبد العزيز
ومع ذلك فقد ابى عمر ان يعطيه درهما واحدا من بيت مال المسلمين , انما اعطاه مائة درهم من ماله الخاص كانت كل ما لديه
فخرج جرير الى زملائه الشعراء وقال لهم :
جئتكم بما يفجعكم , ان امير المؤمنين يعطي الفقراء و يمنع الشعراء وانا عنه راض
رضي الله عنك وطيب ثراك ياعمر.
........................................ .......
لما انتصر قتيبة بن مسلم في المشرق أتي بغنائم كرؤوس الأبقار من الذهب والجواهر والدرر .
فالتفت إلى الغنائم وقال لأصحابه : ما رأيكم لو عرضت هذه الأموال على أحد الناس أيردها ؟
قالوا : ما ترى أحدا يردها.
من الذي يرد الذهب ؟
من الذي يرفض المال ؟
قال قتيبة : والله ، لأرينكم قوما من أمة محمد صل الله عليه وسلم ، المال عندهم مثل التراب .
فأرسل بها إلى العالم الزاهد محمد بن واسع ، وكان معه في الجيش.
فقبلها محمد !
فلما علم قتيبة قال : اللهم لا تخيب ظني فيه .
فقال قتيبة لأحد الجنود : تابع ابن واسع ، وانظر أين يذهب .
فتابعه ، وقد أخذ الذهب ، فمر به فقير من الجيش ، وهو يسأل الناس من مال الله ، أعطوني .
فأعطاه كل المال .
فذهب الجندي إلى قتيبة فأخبره .
فتبسم ، وقال : لقد قلت لكم: إن هناك أناسا من أمة محمد الذهب عندهم كالتراب .
........................................ .......
دخل الوليد بن عبد الملك المدينة فأرسل أعطيات لبعض الناس ، ومنهم : سعيد بن المسيب .
فذهب الجندي إلى سعيد ، فوجده يصلي ركعتين ، فلما سلم، قال : خذ هذا العطاء .
قال : ممن هذا العطاء ؟
قال : من الوليد بن عبد الملك .
قال : يسرق أموال المسلمين ، ويعطيني العطاء ، ويحاسبني الله على عطائه ، ربما أراد غيري .
قال : لا ، أرادك أنت .
قال : اذهب إليه بالعطاء ، وله : هل يريدني أو يريد غيري ؟
فأخذ الكي ،وذهب به .
فأخذ سعيد بن المسيب حذاءه ، وخرج من طرف المسجد !!
........................................ .......
كان سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، يطوف بالبيت فمر سليمان هذا بالموكب والوزراء والأمراء ، فلما رآه توقف فاقترب منه ، وقال : يا سالم ، ألك إلى حاجة ؟
قال : يا سليمان ، أما تستحي من الله ؟ تعرض علي المسائل في بيت الله .
فتره ، فلما خرج عرض عليه السؤال ، قال : ألك إلي حاجة؟
قال : من حوائج الدنيا أم من حوائج الآخرة ؟
قال : بل من حوائج الدنيا ، أما الآخرة فلا يملكها إلا الله .
قال : والله ، الذي لا إله إلا هو ما سالت حوائج الدنيا من الذي يملكها ، وهو الله ،فكيف اسألها منك؟
المفضلات