بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ايجاد علاج لمرض الزهايمر لم يعد طريقا مسدودا
مر ما يقرب من عقد من الزمان منذ فشل اخر محاولة - كان يتوقع لها الكثير- لايجاد لقاح لعلاج مرض الزهايمر و معالجة فقدان الذاكرة كعارض لهذا المرض ، وفي السنوات اللاحقة ، لم يكتب لمحاولات الباحثين الكثير من النجاح في وقف الضعف العقلى البطيء الذي يرافق المرض.
لكن و كما يبدو فان هذا الاتجاه فى طريقه للتغير ، مع تركيز اهتمام العلماء على التدخل في مراحل مبكرة من اصابة المريض بالزهايمر وتطوير أفضل العلاجات التي تستهدف بشكل أكثر دقة أسباب المرض.
فيقول لينارت موك Lennart Mucke ، مدير معهد جلادستون للامراض العصبية في جامعة كاليفورنيا - سان فرانسيسكو "لقد اصبح فهمنا لمرض الزهايمر أفضل استنادا على التجارب السريرية ، و ذلك على الرغم من جميع التقارير التى تشير لقتامة الموقف ، وربما الوضع اكثر تفاؤلا في بعض النواحي الآن لأن هناك أكثر من علاج مرشح للتطوير ."
ياتى هذا فى الوقت الذى يقدر فيه خبراء الصحة ان 10 ٪ ممن يبلغون عمر 65 عاما يواجهون خطر تطور المرض ، وأنه بحلول عام 2050 ، فإن عدد المرضى سوف يتضاعف ثلاث مرات تقريبا إلى 13.4 مليون في الولايات المتحدة وحدها.
ولمواجهة هذا الوباء المرتقب ، يحاول الباحثون الآن الاستفادة من الدروس التي تعلموها من فشلهم . فقد اصبحوا يعتقدون الان ان اظهار المريض علامات لفقدان الذاكرة والارتباك والخرف ، يعنى ان الوقت اصبح متأخرا جدا لعكس الأضرار التي لحقت بالخلايا العصبية في الدماغ .
هذا و لا يمكن تشخيص مرض الزهايمر نهائيا والمريض على قيد الحياة ، ولا يمكن تأكيده الا بعد الوفاة ، عندما يكشف تشريح الجثة وجود مزيج من لويحات بروتين يعرف باسم اميلويد amyloid وتشابك الأعصاب الميتة هى التي تحدد المرض. لكن إذا تمكن الأطباء من تحديد المرضى وربما حتى قبل بدء أعراضه ، فإنه من الممكن حماية الخلايا العصبية ووقف الفقدان التدريجي في الوظائف العقلية.
حتى وقت قريب ، ركز العلماء اهتمامهم على ايجاد لويحات بروتين اميلويد amyloid وإيجاد سبل لتقليصها لتخفيف العبء على الدماغ .. ولكن فشل اللقاحات والأدوية التي تم تصميمها على ان تفعل ذلك يوحي بأن هناك حاجة إلى استراتيجية أوسع ، ويتضمن ذلك بحث دور الجينات التي تم تشخيصها حديثا ، وحتى العمليات الكيميائية المسؤولة عن قتل الخلايا العصبية.
و في هذه اللحظة ، ليس هناك علاج يمكن أن يساعد المرضى حتى و لو تم تشخيص المرض ، وهو الامر الذى يجعل من ايجاد استراتيجيه لعلاج الزهايمر يمثل تحدي. لكن خبراء في جمعية الزهايمر والمعهد الوطني الامريكى للشيخوخة لا يزالوا يعتقدون أن التشخيص المبكر سيكون حاسم فى طريق العلاج ، و قد اصدرت الجهتين مؤخرا مبادئ توجيهية جديدة للتشخيص والتي تستفيد من تجارب واختبارات الدم و تحليل السائل الشوكي والتي يمكن بها الكشف عن بروتينات الدماغ المميزة لمرض الزهايمر قبل الاصابة باعراضه المعروفة .
كذلك هناك تعاون فريد من نوعه بين الحكومة الامريكية والشركات الصيدلانية مما يجعل من الممكن جمع و تحليل اشاعات المخ لمئات المرضى في مختلف مراحل المرض ، مما قد يصقل فهم الاطباء للمرض و قد يساعدهم فى تحديد كيفية العلاج في المستقبل .
تحياتي للجميع
البــ بني ملحم ــــحـــر
المفضلات