بدأت التساؤلات تطرح حول جاهزية القطاعات الأمنية في السعودية لمواجهة أي سيول محتملة تزامنا مع موسم الحج، وذلك في ظل توقعات بحصول سيول في محافظة جدة التي لا يزال أهلها يتذكرون بمرارة كارثة سيول العام الماضي التي أودت بحياة أكثر من مائة شخص.
وتحسبا لحدوث أي طوارئ من ذلك النوع هذا العام أجرت السلطات والجهات المعنية في محافظة جدة عدة تجارب افتراضية في تطبيق خطط طوارئ لعمليات "الإنقاذ الافتراضية".
لكن تلك التجارب قوبلت ببعض الانتقادات، حيث أبدى أحد المواطنين في جدة تخوفه من جاهزية السلطات المعنية، حيث قال إن التجارب الافتراضية للإنقاذ لم تكن على المستوى المطلوب، مشيرا إلى غياب خطط معينة في عمليات التحرك لإنقاذ المدنيين خاصة في الأحياء السكنية المتقاطعة في خط مجاري الأودية.
"
محمد زايد الشهراني: التجربة الافتراضية الأخيرة في جدة أوضحت مدى الإرباك الكبير في الخطة المرورية التي تحول دون تداخل السيارات العامة
"
غياب التنسيق
كما انتقد الصحفي المتخصص في الشؤون المحلية محمد زايد الشهراني "عدم جاهزية فرق الإنقاذ"، وعزا ذلك إلى غياب التنسيق المطلوب بين أغلب الجهات الحكومية المشاركة في خطة الطوارئ في حال حدوث سيول.
وأضاف الشهراني في حديث للجزيرة نت أنه "لم تكن هناك خطط واضحة في التطبيق، وتحركات ميدانية في عمليات الإنقاذ التي تعتمد على الخرائط الطبوغرافية والإحداثيات التي تستخدم في عمليات الإنقاذ في السيول".
ويرى الشهراني أن التجربة الافتراضية الأخيرة في جدة أوضحت مدى الإرباك الكبير في الخطة المرورية التي تحول دون تداخل السيارات العامة مع آليات الدفاع المدني، خاصة أن ذلك يأتي مع موسم الحج.
وطالب الصحفي الشهراني المسؤولين عن إدارة الأزمات والكوارث بالسعودية بتوعية الطواقم المشاركة في الإنقاذ مسبقا وتوضيح الخطط التنفيذية لهم قبل التطبيق الميداني.
"
عبد الله جداوي: الكوادر الوطنية مستعدة لمواجهة أي كوارث محتملة، وهي على جاهزية تامة في حال حدوث سيول في مكة المكرمة
"
رأي رسمي
غير أن مسؤولا كبيرا بإدارة الدفاع المدني أكد في حديث خاص مع الجزيرة نت جاهزية السلطات والقطاعات الأمنية لمواجهة كوارث السيول.
وقال مدير إدارة الدفاع المدني بجدة العميد عبد الله جداوي "إن الجهات المختصة في كامل جاهزيتها لمواجهة أي سيول، خاصة في ظل وجود إمكانيات كبيرة توفرت من أجل ذلك".
وأضاف جداوي أن "تجربة الفرضيات هي لقياس مدى اختبار القدرات المشاركة، ولا تخلو أي فرضية من وجود سلبيات، غير أن جميع الخطط والسيناريوهات التي أعدت تم تطبيقها".
ومن جهة أخرى نفى جداوي ما تردد من لجوء السعودية إلى دول لها خبرة سابقة في إدارة الكوارث والسيول لتخفيف الضغط لاقتراب موسم الحج.
وأكد المسؤول السعودي أن "الكوادر الوطنية مستعدة لمواجهة أي كوارث محتملة"، وبعث برسالة تطمينية لحجاج بيت الله الحرام، وجدد التأكيد على "الجاهزية التامة في حال حدوث سيول بمكة المكرمة".
ورغم نفي الرئاسة العامة للأرصاد الجوية السعودية ما تناقلته مراصد روسية بشأن حدوث كوارث سيول في منطقة مكة المكرمة خاصة (محافظة جدة)، تجاهلت الجهات المختصة نفي الأرصاد المحلية، وأخذت بعين الاعتبار بتحاليل المراصد الجوية الروسية، وقامت إثرها بعدد من التجارب والتجهيزات الافتراضية في عمليات الإنقاذ والطوارئ.
المصدر: الجزيرة
المفضلات