هاجم مستوطنون من مستوطنة "مسواه" -المقامة على أراضي منطقة الجفتلك في الأغوار الفلسطينية شمال الضفة الغربية- قرية عرب الدعيسات التي تعرف بـ"أبو العجاج"، واعتدوا على أهالي القرية وعلى المتضامنين الأجانب الذين جاؤوا للتضامن معها ضد بناء المستوطنين لسياج حول القرية يهدف لمصادرة ما بقي من أرضها وتهجير سكانها.
وقال منسق "حملة أنقذوا الأغوار" المهندس فتحي خضيرات إن عشرات المستوطنين هاجموا القرية منذ ساعات صباح اليوم، واعتدوا على سكانها وعلى المتضامنين الأجانب وضربوهم بشكل مباشر بالأيدي، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال اعتقلت أحد المتضامنين بدلا من أن تقوم بمنع اعتداءات المستوطنين.
وأكد خضيرات -في تصريح خاص للجزيرة نت- أن المستوطنين لم يكترثوا بوجود الأجانب، ونفذوا اعتداءاتهم بمرأى ومسمع من جيش الاحتلال الذي لم يحرك ساكنا، واصفا الأوضاع والأمور بالخطرة والمتوترة.
وحدات زراعية للإسرائيليين لتشجيع الاستيطان (الجزيرة نت)
بداية القصة
وترجع بداية الأحداث إلى أكثر من أسبوع، حيث شرع سكان مستوطنة "مسواه" –كما يقول خضيرات- في تشييد سياج على محيط القرية بهدف السيطرة عليها أكثر ومصادرة ما بقي من أرضها المقدر بـ30 دونما من أصل 15 ألف دونم من أراضي القرية صادرها المستوطنون عام 1972 لإقامة مستوطنتهم على أنقاض مخيم للاجئين الفلسطينيين عرف باسم القرية "أبو العجاج" في ذلك الحين.
وأوضح خضيرات أن هذا السياج سيحرم أكثر من 300 مواطن -هم سكان قرية عرب الدعيسات- من أبسط حقوقهم في العيش الكريم وزراعة ما بقي من أرضهم، علاوة على أنه سيخنق القرية من كافة الجوانب وسيعرقل حركة أهلها وتنقلاتهم.
وهذا الاعتداء الاستيطاني رصده المتضامنون الأجانب الذين يدعمون صمود أهالي القرية منذ أسبوع تقريبا "لحظة بدء السياج"، حيث عبرت كارن -وهي إسبانية الجنسية- عن استيائها الشديد من ممارسات المستوطنين.
وقالت للجزيرة نت إنهم منذ أسبوع يرصدون انتهاكات المستوطنين ويوثقونها، ولذلك "نتلقى ضرب المستوطنين وهجماتهم".
يشار إلى أن المستوطنين يصعدون -منذ عدة أسابيع- في منطقة الأغوار الفلسطينية لا سيما الشمالية منها، حيث شرعوا في توسعة البناء الاستيطاني في مستوطنتي ميخولا ومسيكوت، كما هاجموا المزارعين في منطقة الأغوار الوسطى وأتلفوا محاصيلهم.
المصدر: الجزيرة
المفضلات