بدأت مبادرة اعتماد اللوائح المطبوعة بطريقة "برايل" ذات الحروف النافرة المخصصة للمكفوفين تشق طريقها في مقاهي ومطاعم بيروت للمساهمة في دمج هذه الشريحة من ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة الاجتماعية العامة دون منغصات.
وتأتي هذه المبادرة في إطار تشجيع المكفوفين على ارتياد هذه الأماكن والأخذ بعين الاعتبار عدم قدرتهم على معرفة لوائح المأكولات أو المشروبات وأسعارها فضلا عن أن خدمة الكفيف في الأماكن العامة تستدعي إجراءات خاصة، وإرشادات لا يتطلبها البصير.
الفكرة
انطلقت المبادرة من أفكار الفتاة الكفيفة فاطمة مسالخي التي فقدت بصرها في الثامنة من عمرها، ولم يستطع الأطباء إنقاذها.
مبسوط: من أهداف المركز التواصل مع القضايا المجتمعية (الجزيرة نت)
وفي حديث للجزيرة نت قالت فاطمة -التي تعمل في مركز خدمات المجتمع بالجامعة الأميركية في بيروت على تنسيق نشاطات للمكفوفين- إن مبادرة وضع لوائح الطعام بلغة برايل تعد حلا للمصاعب التي يواجهها الكفيف في الذهاب إلى المطاعم أو المقاهي، ومعاناته في الطلب من الزبائن قراءة لوائح المشروبات أو المأكولات التي تضم لائحة طويلة.
وأوضحت أنها في البداية طرحت فكرة اعتماد لغة برايل في الأماكن العامة على رئيس مركز الالتزام المدني في الجامعة الدكتور منير البساط فأبدى تجاوبا غير متوقع، منوهة بأن الكفيف سيشعر بالرغبة بارتياد الأماكن التي توفر له خدماتها بلغة برايل.
تدريب العاملين
وأفادت بأن العمل يتركز أيضا على تدريب العاملين في المقاهي والمطاعم على كيفية التعامل مع الكفيف والطريقة المثلى لخدمته، منوهة بأن مركز الالتزام المدني بالجامعة الأميركية يوفر للمقاهي والمطاعم الراغبة بالمشاركة لوائح المأكولات والمشروبات مطبوعة بلغة برايل إضافة إلى تدريب العاملين.
وشرح منير مبسوط مدير مركز الالتزام المدني في خدمة المجتمع في حديثه للجزيرة نت أن "من أهداف المركز التواصل مع القضايا المجتمعية بالتواصل مع الجمعيات التي تتعاطى مع الحاجات الخاصة".
تدريب تلامذة على قراءة برايل في جمعية الشبيبة للمكفوفين (الجزيرة نت)
وأوضح أن الجامعة الأميركية -انطلاقا من مشروع "بيئة دامجة في لبنان"- أخذت على عاتقها تدريب خمسة موظفين يهتمون باحتياجات خاصة مختلفة منها إعاقات بصرية وجسدية ومنها مشروع لائحة برايل في المطعم.
وقال "سندعو جمعية المطاعم للاهتمام بهذا المشروع مع الحرص على تدريب الموظفين على كيفية التعامل مع المكفوفين لتصبح المقاهي والمطاعم مراكز طبيعية لهم”.
دمج المكفوفين
وقدم رئيس "جمعية الشبيبة للمكفوفين" عامر مكارم -عضو مشارك في بادرة برايل في الأماكن العامة- لمحة عن الجمعية التي تأسست 1988 وتركيزها على المكفوفين والعمل على أن يكون المجتمع ومؤسساته عنصرا مساهما في دمج الكفيف في الحياة الاجتماعية.
وأضاف "ليس هناك دراسات وإحصاءات محددة لعدد المكفوفين في لبنان، ولكن هناك دراسة تقريبية تقدر عددهم بـ8000".
من جانبها قالت تالا فزع -مديرة أحد المقاهي في منطقة الحمرا الذي يعتمد خدمة برايل- إن الكفيف يخجل من الاختلاط بالمجتمع والطلب من الآخرين، ويشعر بأنه عبء على سواه، وبالتالي يحجم عن ارتياد الأماكن العامة، وتمنت أن تشجع مبادرة وضع لوائح الخدمات بلغة برايل المكفوفين على ارتياد المقاهي والمطاعم والمشاركة أكثر في الحياة العامة.
المصدر: الجزيرة
المفضلات