تمزيق صورة إحدى المرشحات
■ د. الدبابسة: تعرضت للضرب من قبل مجهولين وتم إحراق تسعة عشر يافطة دعائية لحملتي الانتخابية.
■ د. فراج: العنف أمر مرتبط باللاواعي عند الناخبين والعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
الحقيقة الدولية ـ عمان ـ آلاء عليان
تحولت الكثير من المقرات الانتخابية إلى ساحات للمشاجرات وتبادل العنف ادخل على اثرها البعض إلى المستشفيات في صورة تعكس تراجع في المفهوم الديمقراطي.
ففي الدول المتقدمة يلجأ الخصوم والمتنافسون في العمل السياسي إلى أسلوب المناظرات والحوار الديمقراطي بدلا من استخدام اسلوب القنوة والسكين راسمين صورة ايجابية محفزة للإنسان لكي يتابعها على خلاف ما يجري عندما يحاول البعض تحويل العرس الديمقراطي إلى ساحة للعنف المسيء للدولة والمجتمع .
" الحقيقة الدولية" رصدت خلال الأيام القليلة الماضية عدة أحداث مؤسفة وقعت كان السبب الرئيسي فيها العملية الانتخابية ، فقبل أيام وقعت مشاجرة في وادي السير بين أفراد عشريتين بسبب الانتخابات نتج عنها إصابة شخصين وتوقيف ثمانية أشخاص لدى المركز الأمني ليصار إلى توديعهم للقضاء .
كما رصدت "الحقيقة الدولية" مشاجرة أخرى خارج أسوار جامعة مؤتة امتدت إلى إحدى قرى الكرك ما دفع بقوات الدرك إلى التدخل السريع لتفريق المتشاجرين مستخدمة الغاز المسيل للدموع .
وفي السلط تعرض المرشح سمير عبد الرحمن الدبابسة الناشط في حزب الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي في محافظة البلقاء للاعتداء بالضرب في مقره الانتخابي في السلط / وادي الشجرة ما دفعه إلى تسجيل شكوى رسمية لدى المركز الأمني .
د. الدبابسة قال في تصريحات خاصة لـ"الحقيقة الدولية" تعقيبا على حادثة الاعتداء عليه إن شخصين مجهولين أوقفاه أمام مقره الانتخابي وشتماه بألفاظ نابية كما قام أحدهما بالاعتداء عليه بالضرب المبرح وان الأشخاص الذين تواجدوا في مقره الانتخابي قاموا بتخليصه منهما ثم فرا بسيارة كانت تقلهما.
وأوضح د. الدبابسة أن الاعتداء عليه كان بالضرب على اليد والوجه والجهة الخلفية من الرأس مما أدى إلى ارتفاع ضغط الدم عنده إلا أن وضعه الصحي استقر في وقت لاحق.
وأشار إلى قيام الجهات الأمنية بالتعرف على هوية الأشخاص الذين قاموا بالاعتداء عليه، لافتا إلى تحفظ الجهات الأمنية عن نتائج التحقيق.
وقال د. الدبابسة أنه قبل ثلاثة أيام تم حرق تسعة عشر يافطة دعائية له وإتلاف تسع صور دعائية لحملته الانتخابية.
ما جرى للمرشح الدبابسة ليس الحالة الوحيدة للعنف الحاصل بسبب الانتخابات لكنها صورة حية لما يجري .
ويرى أستاذ علم النفس الاجتماعي السياسي في جامعة البلقاء التطبيقية د. فائق حسن فراج أن ظاهرة العنف التي تشهدها الحملات الانتخابية للمرشحين تعود للتنافس بين مرشحين مختلفين في المضمون وضغائن مخفية تفجرت بينهم من خلال ممارسه العنف.
وأوضح د. فراج في تصريح خاص لـ"الحقيقة الدولية" بأن ممارسة العنف على المرشح للمجلس النيابي القادم تنطلق عن مصلحة ذاتية للمنافس ومفهوم "الأنا" للمرشح وانطلاقا من مصلحته الخاصة من أجل أن يقلل من أهمية المرشح المنافس رغم أن ذلك يقلل من شأنه.
وأشار د. فراج إلى أن ممارسه الاعتداء على مرشح تبين حاله من الصراع غير المحبوب في التنافس المقيت الذي يؤدي إلى قتل وجرائم و أن الصراعات الداخلية بين المرشحين تظهر من خلال العنف والاعتداء.
وبين د. فراج الأبعاد الاجتماعية والسياسية لظاهرة العنف في الحملات الدعائية الانتخابية للمرشحين بأنها تخريب و إفساد لسير العملية السياسية وإيصال نواب للمجلس النيابي لا يتمتعون بالصفة الأخلاقية التي يجب أن يتمتع بها أي ناشط سياسي.
وأكد د. فراج أن ظاهره العنف في الدعاية الانتخابية للمرشحين ظاهرة طبيعية وأن جميع دول العالم تشهد حالات عنف في العمل السياسي واستمرار مثل هذه الحالات هو أمر مرتبط باللاواعي عند الناخبين وتحقيق المصلحة الذاتية والعمل بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة.
وأوضح أستاذ علم الاجتماع في جامعة اليرموك د. منير كرادشة أن العنف الذي تشهده بعض محافظات الأردن بسب الحملات الدعائية للمرشحين للمجلس النيابي المقبل يرجع لسوء فهم العمل الديمقراطي وآليات ممارسته.
وأضاف كرادشة بأنه يحق دستوريا وقانونياً لكافة المواطنين الترشح للانتخابات النيابية، مبينا في ذات الوقت بأن هناك طرقا للمنافسة بين المرشحين غير صحيحة من خلال استخدام أسلوب العنف والاستفزاز والعمل على إنقاص قيمة المرشح المنافس.
وأرجع أسباب هذه الممارسات إلى ثقافة المرشح والتي لا توازي العملية الديمقراطية الرفيعة.
واعتبر أن أسباب هذه الممارسات تعود إلى أن بعض الناخبين يعملون على إثارة المشكلات و النعرات وإيجاد أجواء من العداوة بين المرشحين مؤكدا أن هذه السلوكيات لا تدل إلا على انتماءات ضيقة.
وأشار كرادشة إلى أن بعض المرشحين من أصحاب رؤوس الأموال كان لهم تأثير على المجالس النيابية السابقة حيث وظفوا قدراتهم المالية لتشكيل قاعدة اجتماعية لهم استطاعت التواصل مع المواطنين وتقديم المساعدات والهبات لهم ، وان أصحاب رؤوس الأموال سعوا لإقامة قاعدة سياسية لها من خلال السلطة التشريعية.
وبين أن بعض المواطنين ما زالوا عاجزين عن ترشيح من هو مؤهل للعمل السياسي، وذلك لخضوعهم لضغط العشيرة والعادات والتقاليد التي ما زالت تتحكم باختيار المواطن، معتبرا تلك من أبرز الأسباب التي تؤثر على سير العملية الديمقراطية في الأردن وعدم إيصال من هو قادر على ممارسة العمل السياسي إلى قبة البرلمان .
ويرى كرادشة أن هناك شعارات للمرشحين للمجلس النيابي القادم تتصف بالمغالاة، موضحا بأن المواطن من خلال تجاربه في المجالس النيابية السابقة أصبح لديه وعي وبات يصف هذه الشعارات بأنها غير واقعية.
المصدر : الحقيقة الدولية ـ عمان
المفضلات