الحقيقة الدولية – غزة - علي البطة
هز هجوم عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد على قوى اليسار الفلسطيني "وجدان" هذه القوى وأركانها، وبدت فاقدة لتوازنها في ردها العنيف على هجوم الاحمد غير المسبوق من قيادي بارز من فتح على حلفاء الحركة الاساسيين.
وبخلاف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعد قوى اليسار الاخرى المنضوية في اطار منظمة التحرير التي يقودها الرئيس الفلسطيني محمود عباس (القائد العام لحركة فتح) من حلفاء فتح التقليديين في منظمة التحرير منذ عقود وفي السلطة الفلسطينية كذلك.
ورد الاحمد على سؤال لوكالة محلية، أمس الثلاثاء، عن رأيه في قوى اليسار بالجواب مستهجناً عن شيء اسمه يسار، متسائلاً: "هل يوجد قوى يسار أصلاً"، واستثنى من تهكمه على قوى اليسار الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وهناك نحو سع قوى يسارية فلسطينية، منها ثلاث قوى يسارية تشكل عصب اليسار الفلسطيني، وهي الى جانب الشعبية الجبهة الديمقراطية وحزب الشعب، وتحسب القوتان الاخريان من حلفاء فتح السياسيين.
ووصف عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية عبد الحميد أبو جياب تصريحات الاحمد بـ "العبثية والتي لا تخدم تماسك الجبهة الداخلية".
وقال أبو جياب: "إن هذه التصريحات تساهم في العبث بوحدة الموقف الفلسطيني، ووحدة مؤسسات المنظمة، وهي تصريحات تتنكر لدور اليسار وحرصه الشديد على حماية المشروع الوطني الفلسطيني".
وأضاف "إن هذه التصريحات محاولة مكشوفة من الأحمد للتغطية على إمكانية العودة للمفاوضات بدون شروط وخضوعاً للإملاءات الأمريكية".
وطالب أبو جياب الأحمد بـ "ألا يبيع مواقفه في سوق المزايدات اللفظية البعيدة عن الواقع، وعليه الانتباه للمخاطر الكبيرة للمشروع الإسرائيلي الأمريكي".
بدوره قال عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني وليد العوض، إن تصريحات الأحمد جاءت مجافية للحقيقة التي يعرفها المواطنون المغلوب على أمرهم ويلمسونها ويعيشونها بشكل يومي، مشيرا إلى أن ما نشر من حديث بهذا الشأن أمر مؤسف يعكس حالة التخبط والارباك التي تتسم بها تصريحات ومواقف الاحمد تجاه العديد من القضايا الراهنة الذي تعيشها الساحة الفلسطينية.
وشدد العوض على أن تلك التصريحات تؤجج الارباك الذي يعيشه الشارع الفلسطيني وستؤثر بدون شك حال استمرارها على دور حركة فتح التي يمثلها الاحمد وعلاقتها مع القوى الاخرى، منوها إلى أن الموقف من الانقسام ومخاطره وآلية التعامل معه لا يمكن أن يتم املاءه على اي فصيل من الفصائل.
و أشار العوض إلى ان حزب الشعب كان واضحا منذ البداية في رفض الانقسام وكل تداعياته التي مست وما زالت ليس فقط المشروع الوطني الفلسطيني بل وطالت حياة المواطنين وكرامتهم عبر ممارسة اشكال وصنوف متعددة من التعديات والانتهاكات على حقوق المواطنين في الضفة وغزة على حد سواء.
ونصح العوض الاحمد بالابتعاد عن التوتر وضرورة التحلي بالهدوء خصوصا حين اجراء المقابلات الصحفية والاذاعية مع الاخذ بعين الاعتبار أن الصحافة ووسائل الاعلام تعكس طبيعة القائد السياسي و تفكيره ومستوى علاقاته واحترامه للأخرين.
المصدر : الحقيقة الدولية – غزة
المفضلات