القاهرة " أفريقيا اليوم " سمير بول
"حولت الحروب الأهلية التي دارت منذ عقود بين شمال السودان وجنوبه، نهر النيل من شريان للحياة الى خطوط تماس... لكن الجنوب يقف اليوم على مفترق طرق مع اقتراب موعد الاستفتاء المصيري العام المقبل. فهل ينفصل الجنوب، أم تلعب الجغرافيا "لعبتها" فيبقى ضمن السودان الموحد؟" تلك فقرة من مقال بعنوان السلام المرتعش فى جنوب السودان والذي سينشر فى عدد الشهر القادم نوفمبر ضمن مقالات مجلة ناشيونال جيوغرافيك التى تصدر طبعتها الـ33 باللغة العربية.
ويقول محمد الحمادى ،رئيس تحرير النسخة العربية ل"ناشيونال جيوغرافيك" أن القارئ العربى سيكون قادراً على الاستمتاع بقراءة القصص المتميزة فى مجلة ناشيونال جيوغرافيك بلغته الام "
واحتوى العدد الاول من النسخة العربية على موضوعات مثيرة مثل قصة صحراء "فزان" فى ليبيا وقصة " 50 عاما مع الشمبانزى" التى قضتها العالمة البريطانية جين غودال فى دراسة سلوك الشمبانزى فى محمية "جومبى" فى تنزانيا ، بالإضافة الى هدية عبارة عن قرص "دى فى دى" عن الفرعون الصغير توت عنخ أمون بعنوان "لعنة الملك توت " كما تم عرضه مسبقا على قناة ناشيونال جيوغرافيك أبوظبى.، حينما وصل فريق علماء دولى الى القاهرة لاستخدام تكنولوجيا الاشعة المقطعية على جثة الفرعون الشاب تحت إشراف الدكتور زاهى حواس .
ويعود تاريخ "ناشيونال جيوغرافيك" او الجمعية الجغرافية الى 13 يناير 1888، عندما التقى في واشنطن 33 شخصاً، يجمعهم طموح قوي لخدمة الشأن العام، من أجل مناقشة "إمكانية تأسيس جمعية تهدف لتوسيع ونشر المعرفة الجغرافية". وكان أصحاب هذا التجمع من ذوي تخصصات مختلفة: جغرافيون، مستكشفون، محامون، ضباط في الجيش، علماء أرصاد جوية، رسامو خرائط، علماء طبيعة، مصرفيون، مدرسون، علماء أحياء، مهندسون، ومخترعون.
قائد هذه النخبة كان يعمل بالمحاماة و يدعى ردينر جريني هابرد،وسرعان ما انتخب رئيساً لها، وقد أصبح مبدؤه الأساسي من وراء تأسيس الجمعية الجغرافية الوطنية (ناشيونال جيوغرافيك سوسايتي)، والمتمثل في نشر وزيادة المعرفة الجغرافية بمفهومها الشامل لدى كل مواطن، حجر الأساس والمسار الذي سيرسم سياسات هذه الجمعية ويحدد استراتيجيتها طيلة قرن من الزمن.
ولنشر المعرفة الجغرافية، أصدرت الجمعية أول عدد من مجلتها تحت اسم "ناشيونال جيوجرافيك ماجازين" في أكتوبر 1888، وبحلول يناير 1896 أصبحت مجلة ناشيونال جيوغرافيك تصدر بصفة شهرية، بعد أن كانت غير منتظمة، حيث أقدم مجلس الإدارة على تحديد سعر النسخة الواحدة في الأكشاك بـ 25 سنتا أميركياً.
وبعد وفاة هابرد في العام 1897، تولى جراهام بيل رئاسة الجمعية في يناير العام 1898 ، وكرس هذا المخترع الشهير كامل طاقته وإبداعاته الفكرية للنهوض بمجلة ناشيونال جيوغرافيك، فعين شاباً واعداً في الثالثة والعشرين، اسمه جيلبرت اتش. جروسفينور، لبعث الحياة في المجلة وتشجيع الناس على الانخراط في عضويتها، فحولها من مجرد دورية تقدم حقائق جغرافية جافة إلى مجلة مفعمة بالعلوم والحقائق حول العالم، فضلًا عن أنها أصبحت تشكل إضافة نوعية للصحافة الأميركية وحجزت لنفسها موقعاً مميزاً في عالم النشر.
وبتقنياتها العالية في الإخراج الفني واستخدامها الصور الملونة، تربعت "ناشيونال جيوغرافيك ماجازين" على عرش الصحافة المصورة بكل جدارة. كما أن ناشيونال جيوغرافيك كانت أول مجلة تعرض صوراً ليلية للحيوانات، وأول مجلة تعرض صوراً ملتقطة تحت الماء. وازداد زحف الصور الملونة على صفحات المجلة حتى صدر عدد فبراير 1926 ملوناً بالكامل. وكانت ناشيونال جيوغرافيك أول مجلة تحمل صورة مجسمة كعنوان رئيسى لها، وفي العام 1959 أصبحت المجلة تستخدم الألوان في غلافها بشكل منتظم.
كان للجمعية الجغرافية الوطنية اكبر الأثر في اكتشاف وفهم طبيعة الأماكن النائية غير المعروفة من قبل، إلى جانب دورها فى إعداد تقارير عنها بشكل مثير. وقاد المحرر جيلبرت ام. جروسفينور، حفيد أول محرر متفرغ، تغطيات صحافية للعديد من الموضوعات الشائكة؛ مثل التلوث الكيميائي، والطاقة النووية، والإتجار غير الشرعي في الحيوانات البرية، وتطور الإنسان ونشوئه. بالإضافة إلى ذلك، عملت الجمعية منذ نشأتها على تمويل أكثر من 9 آلاف رحلة استكشافية ومشروع بحث.
واعتباراً من اكتوبر 2010 أصبحت ناشيونال جيوغرافيك تصدر باللغة العربية من أبوظبي، بعدما صدرت من قبل بـ 32 لغة أخرى، لتكتمل بذلك حلقة مهمة في عقد الإعلام العلمي العربي
المفضلات