الخرطوم – عادل صديق - ووكالات:
دعا السكرتير العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم أمس الثلاثاء إلى ضم منطقة إبيي إلى الجنوب في إطار صفقة شاملة مع الشمال حول ترسيم الحدود والعلاقات الشمالية-الجنوبية بعد استفتاء تقرير المصير في الجنوب. وقال أموم في مؤتمر صحفي "في إبيي، بدلا من إجراء استفتاء، تتخذ الرئاسة قراراً وتنقل تبعية ابيي بمرسوم رئاسي إلى الجنوب لأن عملية الاستفتاء في ابيي تأخرت ولم يعد هناك وقت". وأضاف اموم، الذي يتولى كذلك منصب وزير شؤون السلام وتطبيق اتفاقية السلام الشامل المبرمة عام 2005 بين الشمال والجنوب، إن الجنوب مستعد للتوصل إلى صفقة من أجل تأمين السلام في المستقبل. وأكد أن "الأمر كله يقتضي مناقشة صفقة شاملة تحل كل المشكلات" العالقة مع الشمال دفعة واحدة. وتابع "لنناقش موضوع ابيي جنبا إلى جنب مع قضية ترسيم الحدود ومع قبول نتائج الاستفتاء في الجنوب ومع العلاقات بين الشمال والجنوب بعد الاستفتاء". وشدد على أن المحادثات يجب أن تتم "بهدف تأمين السلام" مشددا على أنه "ليست هناك عودة إلى الحرب".
واتهم اموم حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال بإنه يستخدم موضوع ابيي رهينة لانه يطلب "فدية" من الجنوب ومن واشنطن مقابل إيجاد حل لهذه القضية. وأضاف "قالوا لنا إنهم يريدون شيئا منا وشيئا من الامريكيين". وتابع "يريدون من الامريكيين ان يرفعوا العقوبات" المفروضة على الخرطوم ورفع اسم السودان من اللائحة الامريكية للدول الداعمة للارهاب". واكد ان الخرطوم "تريد منا ايضا بعض الاشياء وقد ابدينا استعدادنا للذهاب الى اديس ابابا لنناقش معهم قضية ابيي وكل المسائل الاخرى". وشدد اموم على ان الجنوبيين "مستعدون للاتفاق على الصفقة واعطائهم الفدية حتى يتركوا ابيي ويقبلوا بترسيم الحدود". واعتبر ان "هذا ليس حقهم ولكنهم اخذوا قضية ابيي رهينة في يدهم". واعلن الرئيس السابق لجنوب افريقيا ثابو مبيكي الاثنين في الخرطوم انه تم ارجاء الجولة الحاسمة من المفاوضات بين الشماليين والجنوبيين حول منطقة ابيي المتنازع عليها الى موعد لاحق.
وكان من المفترض ان تبدأ هذه المفاوضات الثلاثاء في اديس ابابا لكن مبيكي قال ان الاجتماع سيؤجل "لان ثمة حاجة الى مزيد من التحضيرات والمشاورات مع الطرفين" موضحا ان الشماليين والجنوبيين وافقوا على قرار ارجاء الاجتماع. وقال مبيكي بعد لقائه بالرئيس السوداني عمر البشير في وقت متأخر أمس الأول الاثنين سبب استمرارنا في العمل من أجل الاعداد لذلك فان الاجتماع لن يعقد بالتأكيد في 27 اكتوبر وتشير تصريحات مبيكي الى عدم التوصل لاتفاق بشأن كيفية المضي قدما لتنظيم استفتاء ابيي رغم زيارة قام بها جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الاسبوع الماضي. وقال مسؤول سوداني رفض نشر اسمه ان شمال وجنوب السودان قد لا يتوصلان لتسوية بشأن ابيي. الى ذلك تعهد الرئيس السوداني عمر البشير والزعيم الجنوبي سلفاكير في بيان مشترك الثلاثاء بالحفاظ على "علاقات جيدة" بين الشمال والجنوب ايا كانت نتيجة استفتاء تقرير مصير الجنوب المقرر اجراؤه في التاسع من يناير المقبل. وقال البشير وكير في هذا البيان "ناقشنا قضايا ما بعد الاستفتاء واتفقنا على ان يقوم طرفا الرئاسة بوضع رؤية مشتركة من اجل تطوير العلاقات بين الشمال والجنوب ايا كانت نتيجة الاستفتاء".
وصدر هذا البيان عقب اجتماع عقد في الخرطوم لمجلس الرئاسة الذي يضم البشير وكير والنائب الاول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه. واضاف البيان المشترك "اننا نؤكد ان الشمال والجنوب سيقيمان علاقات جيدة في جميع المجالات وخصوصا في مجال الامن ونؤكد اننا لا نريد العودة الى الحرب ونأمل في التعاون والتكامل في الشؤون الاجتماعية والاقتصادية". ويناقش مسؤولون من حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير والحركة الشعبية لتحرير السودان التي يقودها كير قضايا ما بعد الاستفتاء من خلال اربع لجان تبحث في الامن والمواطنة وتقاسم الموارد الطبيعية (النفط) واحترام الاتفاقات الدولية.
المصدر
جريدة الرايه
المفضلات