
الكويت - وكالات :
حذر أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح امس الثلاثاء خلال افتتاحه الدور العادي الثالث لمجلس الامة من انه لا يكمن تجاوز تهديد الامن الوطني الكويتي ووحدة البلاد الوطنية. وقال امير الكويت في كلمته التي نقلتها وكالة الانباء الكويتية الرسمية (كونا) "اذا كان البعض قد توهم الحنو والحكمة والتغاضي عن المحاسبة عن بعض الامور تساهلا ووهنا فاني اؤكد ان ما حفل به الشارع السياسي مؤخرا من سلبيات بات مصدر قلق للجميع بما يمثله من تهديد لامننا الوطني ووحدتنا الوطنية على نحو لا يمكن التجاوز عنه."
واضاف "قدرنا ان نحرص على نظامنا الديمقراطي وان ندافع عنه وان نتمسك به ونحميه من كل جور على قيمه او تجاوز على حدوده او خروج على أطره او تعسف في ممارسته حتى لا يتحول الى اداة هدر لمقومات هذا البلد ومقدراته".
وقال "ان ما يحوط المشهد السياسي العام من تجاوزات وممارسات غير مألوفة ولا مسؤولة هو موضع استنكار ورفض من الجميع ولا يمكن لأي عاقل ان يغفل عما ينطوي عليه ذلك من مخاطر جسيمة يصعب استبعادها او تحييدها عن مخططات خبيثة تستهدف الاسس الراسخة لأمننا واستقرارنا وتماسك مجتمعنا وما جبل عليه من قيم التسامح والاعتدال وقبول الرأي الاخر."
واتهم امير الكويت " البعض" بانه "استغل أجواء الحرية في التطاول على ثوابتنا الوطنية حتى اصبحت اساليب الاثارة والتشكيك والانفلات والتصرف غير المسؤول بديلا عن الاحتكام للقانون وانساق الى ذلك من انساق بعلم او بغير علم حتى غدا الشارع وليس قبة البرلمان هو المكان لطرح القضايا والمشكلات الامر الذي يتعذر معه الوصول الى قرار صائب وسليم في ظل هذه الاجواء المشحونة ويدفع بنا الى تداعيات ونتائج بالغة السوء والضرر على مصلحة هذا الوطن وابنائه." واضاف "ان التمادي في التجاوز على القانون وزج البلاد في اتون الصراعات السياسية والدينية يوجب علينا جمعيا مجلسا وحكومة ومؤسسات وافرادا ان نتحلى بالحكمة واليقظة وان نكون صفا واحدا امام مسؤولياتنا الوطنية في درء اسباب الفتنة ونتائجها المهلكة والتصدي بكل حزم وإصرار لاي تصرف قد يؤدي اليها او يسهم في اشعالها وتأجيجها حماية لوطننا ومواطنينا من ويلات التحزب والتعصب والنعرات الطائفية التي لم تصب مجتمعا إلا فرقته وأورثته الضعف والدمار."
وانتقد بعض الوسائل الاعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة وقال "لعل مكمن الخطورة في هذا الامر عندما يلجأ البعض الى تناول القضايا الكبيرة والحساسة فيقول ما يشاء لمن يشاء وفي اي وقت ومقام بلا دليل او بينة ويضع الاحكام والعلل من وحي الاهواء والاغراض يجذبه الى ذلك تأثير البهرجة الاعلامية والمبالغة في الاثارة والتحريض والمغالطة ومجافاة المصداقية وتجاوز لحدود الحرية والمسؤولية وضوابط الامانة المهنية والمصلحة العامة". وقال "ما يواجهنا من تحديات امر يدعونا الى وقفة تأمل وتفحص ونقد ذاتي لكل ما نحن به وعليه." واضاف "ان هناك حدودا ينبغي على الجميع الالتزام بها بين موقع المسؤولية وامانتها واولى السبل ان يكون الالتزام بالقانون كاملا متكاملا حيث لا نسبية ولا استثناء في تطبيقه فالكل امامه سواسية."
وقال "ان الحاجة اصبحت ماسة لوضع الاطر اللازمة لممارسة الحقوق بما يضمن الالتزام الكامل بصحيح مفهومها وعدم تجاوزها انحدارا الى فوضى غير مأمونة العواقب." واضاف أمير الكويت "من مراجعة الاحداث التي تلاحقت في الاونة الاخيرة قد كشفت بوضوح عن قصور واضح في ادراك ماهية تلك الحقوق وحدودها وإغفال للواجبات واستيعاب المحاذير وبات التمادي في الممارسة الخاطئة شأنا ملحا يستوجب التصدي له بالردع والتصحيح."
جريدة الرايه
المفضلات